وفاة 1.1 مليون طفل بالالتهاب الرئوي سنويا

 


تحت رعاية منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي لمكافحة الإلتهاب الرئوي يحتفل العالم يوم 12 نوفمبر للمرة السادسة باليوم العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي 2014 تحت شعار "حصول الجميع على الوقاية من الإلتهاب الرئوي والرعاية" ، وهو يهدف إلي المطالبة بالعمل من لمحاربة الالتهاب الرئوي الذي يحصد أرواح البشر سنويا لاسيما الأطفال منهم .



ويأتي الإلتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم والذي تصفه منظمة الصحة العالمية بالقاتل المنسي للأطفال، وحسب تقارير وإحصاءات المنظمة العالمية فان هذا المرض يودي كل عام بحياة نحو 1.1 مليون طفل دون سن الخامسة، مما يمثل 18 % من الوفيات التي تسجل في صفوف تلك الفئة في كل ربوع العالم.



ويلحق هذا المرض أضراراً بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم ، ولكنه ينتشر أساساً في جنوب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، ويمكن تجنبه بتدخلات بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية لا تكلف الكثير، وقد اتفقت 192 دولة عضو في الأمم المتحدة علاوة على 23 منظمة دولية على الأقل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 وهي عبارة عن ثمانية أهداف تتعلق بالتنمية الدولية.



ويتمثل الهدف الرابع في تخفيض عدد وفيات الأطفال دون الخامسة بمقدار الثلثين في الفترة من 1990 إلى 2015 ، وتمثل الوفاة بالالتهاب الرئوي 20% من إجمالي نسبة الوفيات دون سن الخامسة، ويتعين العمل على تخفيض نسبة الوفيات بسبب الالتهاب الرئوي إذا ما رغب العالم في تحقيق الهدف الإنمائي الرابع للألفية.



وتأسس التحالف العالمي لمكافحة الالتهاب الرئوي لدى الأطفال في عام 2009 لرفع مستوى الوعي بالوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عالمية للوقاية من هذا المرض و كان التحالف مع منظمة الصحة العالمية و من ثم قرروا الاحتفال باليوم العالمي الرئوي يوم 12 نوفمبر عام 2009 من كل عام .



وتعريف الالتهاب الرئوي يقصد به التهاب الرئة البكتيري أو الفيروس أو الفطري ، وهو من الأمراض الشائعة الحدوث بين الناس وذلك لان الجهاز التنفسي هو الجهاز الذي يتواصل مع البيئة الخارجية اتصال دائم من خلال عمليتي الشهيق والزفير وهو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين ، وتتشكل الرئتان من أكياس صغيرة تدعى الأسناخ، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح.



وعندما يصاب المرء بالالتهاب الرئوي تمتلئ أسناخ رئتيه بالقيح والمواد السائلة مما يجعل التنفس مؤلماً ويحد من مدخول الأكسجين ويأتي الالتهاب الرئوي في مقدمة أسباب وفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم.



ويحدث الالتهاب الرئوي جراء العديد من العوامل المعدية، بما في ذلك الفيروسات والجراثيم والفطريات وأهم تلك العوامل: العقدية الرئوية وهي من أكثر أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال ؛ المستدمية النزلية من النمط "ب" وهي ثاني أكثر أسباب الالتهاب الرئوي الجرثومي لدى الأطفال؛ الفيروس التنفسي المخلوي هو أكثر الأسباب الفيروسية للالتهاب الرئوي ؛ المتكيسة الرئوية الجؤجؤية وهي أحد الفطريات وأهم مسببات الالتهاب الرئوي لدى الأطفال دون سن الستة أشهر المصابين بالايدز والعدوى بفيروسه، ذلك أنه يتسبب في ما لا يقل عن ربع مجموع الوفيات بين الأطفال من حملة فيروس الايدز.



ويستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدي للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، فإن الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعي يواجهون أكثر من غيرهم مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعي بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضع الذين لا يغذون بلبن الأم فقط ، وتزيد الأمراض الكامنة أيضاً، مثل حالات العدوى بفيروس الأيدز المصحوبة بالأعراض وحالات الحصبة، من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي ، كما تزيد العوامل البيئية التالية من احتمال تعرض الطفل للالتهاب الرئوي مثل : العيش في بيوت مكتظة ؛ تلوث الهواء داخل المباني جراء استخدام وقود الكتلة الأحيائية (مثل الخشب والروث) لأغراض الطهي والتدفئة ؛ الدخان المنبعث من سجائر الآباء.



ويتم تقسيم الإلتهاب الرئوي حسب عده أنماط منها : أنواع الالتهاب الرئوي حسب نوع الجرثومة وينقسم إلى : الالتهاب الرئوي البكتيري وهو اكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعا وينقسم إلى نوعين ، تقليدي وتسببه بكتيريا مثل النيموكوكس ، ستافيلوكوكسي ، هيموفيلس انفونزا ، إي كولاي أو والسيدوموناس . وغير تقليدي وتسببه بكتيريا مايكوبلازما نبمونيا . الالتهاب الرئوي الفيروسي ، ويزاد ظهوره عند الأطفال وسببه الفيروسات وهناك أنواع من الالتهابات الرئوية الفيروسية التي تكون شديدة الانتشار والأكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي اللانمطي "سارس" ؛ الالتهاب الرئوي الفطري وهو نادر الحدوث وقد يظهر عند المرضي الضعيفي أو العديمي المناعة مثل مرضي الإيدز .



كما يمكن تقسيم الالتهاب الرئوي حسب مكان وجود الالتهاب وينقسم إلي : الالتهاب الرئوي المقطعي أو الموضعي وفيه يكون الالتهاب موجودا في النسيج الرئوي لجزء محدد من الرئة ؛ والالتهاب الرئوي الشعبي وهو شائع الحدوث عند الأطفال وكبار السن وفيه يكون الالتهاب منتشرا في الشعب الهوائية الصغيرة التي تتشعب منها الحويصلات الهوائية .



ويمكن تقسيم الالتهاب الرئوي حسب مصدر الإصابة وينقسم إلى الإلتهاب الرئوي الناتج من العدوى داخل المستشفيات وهو أكثر الالتهابات صعوبة من حيث القابلية للعلاج بالمضادات الحيوية وذلك لأن الجراثيم تكون عادة لديها مقاومة ضد هذه المضادات ، ويصيب هذا النوع من الالتهابات عادة العاملين بالمستشفيات كالأطباء والممرضين وعمال النظافة وغيرهم أو بعض الزائرين وخاصة لقسم الأمراض الصدرية ؛ الالتهاب الرئوي الناتج من البيئة الخارجية وهو النوع الشائع ويصيب عامة الناس وعادة ما يكون سهل وسريع العلاج.



ويمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة حيث يمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها ؛ وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس ؛ وقد ينتشر عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل، ولا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي غير أن أعراض الشكل الفيروسي قد تكون أكثر من أعراض الشكل الجرثومي.



ومن أعراض الالتهاب الرئوي ، سرعة التنفس أو صعوبته ؛ السعال ؛ الحمى ؛ نوبات الارتعاش ؛ فقدان الشهية ؛ أزيز التنفس (أكثر شيوعاً في أنواع العدوى الفيروسية) ، وقد يعاني الأطفال عندما يصل الالتهاب الرئوي إلى مرحلة الوخامة من تراجع جدار الصدر، أي انسحاب الصدر إلى الداخل عند استنشاق الهواء (بينما يلاحظ توسعه لدى الطفل الصحيح).



ويعجز الأطفال عن الأكل أو الشرب وقد يفقدون وعيهم ويصابون بانخفاض في درجة حرارة أجسامهم وباختلاجات. وعند فحص الأطفال المرضي سريريا نجد الآتي ، ارتفاع درجة الحرارة ؛ زيادة التنفس ويتضح ذلك بمشاهدة حركة أطرف الأنف وحركة الصدر ؛ زيادة عدد مرات التنفس ؛ زيادة نبض القلب عند سماع الصدر بالسماعة الطبية ؛ كما نلاحظ نقصان في صوت الهواء الداخل إلى الجزء الملتهب من الرئة وأحيانا يسمع صوت يشبه مرور الهواء علي الماء وهذا سببه الإفرازات الناتجة عن الالتهاب والذي قد يكون صديدا ، وغالبا ما يبدأ الالتهاب الرئوي بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي (التهاب الأنف والحنجرة) ، مع بداية أعراض الالتهاب الرئوي بعد 2 أو 3 أيام من البرد أو التهاب الحلق.



وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلي أن 99 % من وفيات الالتهاب الرئوي عند الأطفال تحت سن 5 سنوات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وتحدث في 68 بلداً نامياً مثل ، الصين 33 ألف حالة وفاة ، الهند 174 ألف وفاة ، جمهورية الكونغو الديمقراطية 48 ألف وفاة ، نيجيريا 121 ألف حالة وفاة ، أثيوبيا 35 ألف وفاة ، باكستان 35 ألف وفاة ، الولايات المتحدة 300 حالة وفاة .



ورغم انتشار الالتهاب الرئوي في الأساس في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فإن المنطقة العربية ليست بمعزل عنه، حيث أكدت وزارة الصحة المصرية مؤخرا أن مرض الإلتهاب الرئوي يتسبب في وفاة طفلين مصريين كل ساعة، ويعتبر القاتل الأول للأطفال أقل من 5 سنوات في مصر ، لافتة إلى أن 80 % من الأطفال توفوا قبل عيد ميلادهم الأول.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي