" بلومبرج أوبينيون " التعافي المتوقع للدولار يهدد بصعوبات إضافية للأسواق الناشئة

 


هل انتهى انخفاض الدولار؟، لقد تراجعت العملة الأمريكية بشكل مطرد منذ أن خرج العالم من المرحلة الأولى من أزمة "كوفيد-19"، وكان قد شهد مؤشر الدولار في يوليو الماضي أكبر وتيرة هبوط شهري في عقد من الزمن، وجاء هذا الهبوط في قيمة العملة  بالتزامن مع الانخفاض الهائل في العوائد الحقيقية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج أوبينيون" للكاتب "جون أوثرز".



ويعتبر ذلك بمثابة أمر منطقي تماماً، حيث إنه مع انخفاض العوائد على السندات، يوجد احتمالية أقل لتحقيق مكاسب من الاحتفاظ بالدولار، لذلك يكون من المتوقع أن تضعف العملة، لكن الأسبوع الماضي انتهى مع تنوع واضح في هذا الأمر، حيث انخفض العائد الحقيقي على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات دون سالب 1 % لأول مرة منذ إصدار سندات الخزانة المحمية من التضخم، وفي تلك الأثناء، شهد فجأة مؤشر الدولار الشائع، والذي يقارن أداء الورقة الخضراء بمجموعة من النظراء، أقوى وتيرة صعود في أشهر، ليرتفع حوالي 1 % عند نهاية التعاملات.



وبشكل عام، يعتبر الدولار الضعيف أمراً مرغوباً لعدد من الأسباب، فالعملة الأمريكية القوية تميل إلى أن تعني أن الأموال قد تدفقت صوب الولايات المتحدة بحثاً عن ملاذ آمن، وبالتالي،  فإن الهبوط في قيمة الورقة الخضراء الذي شوهد في الأشهر القليلة الماضية يظهر عودة شهية المخاطرة، حتى في ظل عدم القدرة على التغلب على الفيروس، كما أن الدولار القوي يخلق مشاكل للأسواق الناشئة.



وكان من المفترض أن يؤدي انخفاض قيمة العملة في الأشهر القليلة الماضية إلى تخفيف الضغوط على مجموعة من الدول الناشئة التي لديها أعباء الكثير من الديون المقومة بالدولار، وتكمن المشكلة الوحيدة في أن هذا لم يحدث في حقيقة الأمر.



في حين أن الدولار حافظ على استقراره مقابل العملات الآسيوية، لكنه ارتفع بالفعل أمام عملات الأسواق الناشئة ذات العائد المرتفع، واستطاعت تلك العملات ذات العائد المرتفع والتي حققت تعافي حينما بدا أن أسوأ ما في الأزمة قد انتهى في مايو ، لكنها تراجعت خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي، قد لا يكون الدولار الأضعف بمثابة إشارة إيجابية كما كان مأمولاً.



وكان السبب الرئيسي في بقاء العملات ذات العائد المرتفع ضعيفة يتمثل في أن البنوك المركزية لهذه الدول لم يكن أمامها خيار سوى خفض معدلات الفائدة في مواجهة الوباء، وساهم ذلك بشكل كبير في تقليص مزايا حيازة الأموال بهذه العملات، وسيظل الضغط المحتمل على الأسواق الناشئة كبيراً إذا بدأ الدولار في استعادة قوته، ويكمن الأمل الأكبر في تجنب أزمة كلاسيكية للديون وخفض قيمة العملة في الأسواق الناشئة في أن إجراءات البنوك المركزية لم تؤدي لتسارع التضخم حتى الآن.



ما الذي سيدفع الدولار للصعود من المستوى الحالي؟، بعد هذا الانخفاض الذي دام لفترة طويلة، من المحتمل أن نشهد التعافي في قيمة العملة مدفوعاً أكثر بالعوامل الفنية، لكن الفيروس مثل أيّ وقت مضى قد يكون ذو التأثير الأكبر، لكن الخلل الأهم في الدولار على مدى الشهرين الماضيين يكمن في تدهور موقف الصحة العامة في الولايات المتحدة، في الوقت الذي تستمر فيه الدول الأخرى في السيطرة على الفيروس.



فيما يتعلق بالفيروس، يعد تكرار الإصابات بالوباء في أوروبا وأستراليا بمثابة أمر مثير للقلق، في حين أن هناك إشارات مبدئية على الأمل في الولايات المتحدة، حيث يستقر عدد الحالات الجديدة ومع تسجيل عدد الوفيات معدل أقل بكثير مما كان مسجل في وقت سابق من العام، لكن إذا تم تفادي تسجيل مستويات أعلى في حالات الوفاة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فمن شأن ذلك أن يدعم الدولار.





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي