"بلومبرج"مصانع وصفقات وأحداث درامية ..10 سنوات استثنائية في تاريخ "تسلا"

 


نمت شركة "تسلا" من كونها أحد المزعجين في وادي السيلكون لتصبح ثاني أكبر مصنعي السيارات حول العالم من حيث القيمة السوقية في غضون عقد من طرحها العام الأولي، وكانت هذه الفترة بمثابة رحلة صعود وهبوط بالنسبة للمساهمين في شركة صناعة السيارات الكهربية والذين عانوا من عثرات مذهلة في طريقهم لتسجيل المستويات القياسية المرتفعة بسبب الأزمات الذاتية، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" للكاتبة المتخصصة في الصناعة "دانا هال".



 وفي 29 يونيو عام 2010، أدرجت تسلا في البورصة لأول مرة لتصبح شركة عامة، وهو ما كان حينذاك أول طرح عام أولي لصانع سيارات محلي في غضون نصف قرن، وبلغ سعر الاكتتاب العام للسهم الواحد من تسلا 17 دولاراً،وفي حين كان الرئيس التنفيذي للشركة "إيلون موسك" يقرع جرس بداية الجلسة في بورصة ناسداك، كانت السيارة الكهربية الوحيدة للشركة - وهي سيارة رودستر التي تبلغ قيمتها 109 آلاف دولار - معروضة في ميدان التايمز.



وبعد مرور عقد من الزمن، فإن سهم تسلا يتداول عند سعر 959.74 دولار للسهم، كما أن عدد موظفي الشركة نما لحوالي 48 ألف موظف كما أن تأثيرها على صناعة السيارات العالمية غير مسبوق، ورغم الكثير من المشككين وبعض "تجارب الاقتراب من الموت" أو قرب نهاية عمل الشركة تماماً، فإن القيمة السوقية لشركة تسلا تبلغ 178 مليار دولار لتكون في المرتبة الثانية فقط بعد "تويوتا موتور" من بين كافة شركات صناعة السيارات (تجاوزت بالأمس تسلا القيمة السوقية لتويوتا لتصبح أكبر شركة سيارات مقيدة).



وتوقفت تسلا عن تصنيع سيارة "رودستر"، لكنها تبيع 4 موديلات أخرى في الأسواق حول العالم، وبالإضافة إلى التصميم، تكمن إحدى أكبر مزايا الشركة في بطارياتها، حيث إن إصدار سيارة "موديل إس" الرائدة تتباهى بنطاق يزيد عن 400 ميل، وهو أعلى بفارق كبير عن أيّ مركبة كهربية أخرى، ويرصد التقرير أكثر 10 لحظات رئيسية ساهمت في تشكيل العقد الاستثنائي في تاريخ "تسلا".



1- شريان الحياة للحكومة



في ينايرعام 2010، منحت وزارة الطاقة الأمريكية تسلا قرضاً قيمته 465 مليون دولار كجزء من برنامج تصنيع سيارات التكنولوجيا المتقدمة والذي وقع عليه الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" ليصبح قانوناً قبل عامين، وجاء التمويل في وقت حرج، حيث كانت البلاد لا تزال تشق طريقها للخروج من فترة الكساد العظيم.



وفي مايو عام 2013، سددت تسلا القرض كاملاً بالفوائد، وأصبح برنامج وزارة الطاقة الآن بمثابة نموذج لتحفيز الإنفاق على الطاقة النظيفة.



2- مصنع فريمونت



في مايوعام 2010، أذهلت تسلا العالم عندما أعلنت أنها ستشتري مصنع مغلق للسيارات كانت تديره في السابق شركة تويوتا وجنرال موتورز في مدينة فريمونت بولاية كاليفورنيا، وكانت تويوتا تستثمر 50 مليون دولار في الشركة الناشئة، وتم إعلان الصفقة المفاجئة من قبل موسك ورئيس شركة تويوتا "آكيو تويودا".



ولا يزال مصنع فريمونت ينتج الجزء الأكبر من سيارات تسلا، لكن الشركة لديها الآن مصنع آخر لتجميع السيارات بالقرب من شنغهاي وتبني مصنعاً ثالثاً بالقرب من برلين.



3- سيارة العام



في ديسمبر عام 2012، أطلقت مجلة السيارات الأمريكية "موتور تريند" على سيارة تسلا "موديل إس" لقب سيارة العام 2013، وكانت تسلا هي أول فائز في تاريخ الجائزة البالغ 64 عاماً لسيارة غير مدعومة بمحرك احتراق داخلي.



4- مصنع جيجا



في سبتمبر عام 2014، أعلنت شركة تسلا أنها اختارت ولاية نيفادا الأمريكية كموقع أول مصنع إنتاج للبطاريات وهو "مصنع جيجا" بالشراكة مع شركة "باناسونيك"،وغطت هذه الأنباء على معركة ضارية بين الولايات الأمريكية على أمل الحصول على مشروع التنمية الاقتصادية، وتتخذ تسلا الآن خطوات لإنشاء عمليات تصنيع خلايا البطاريات الخاصة بها في مدينة فريمونت، كما أن المستثمرين حريصون على سماع المزيد من المستجدات في حدث "يوم البطارية" في سبتمبر المقبل.



5- موسك و"لحظة آيفون"



عندما كشفت تسلا النقاب عن طراز "موديل 3" من الفئة سيدان في مارس عام 2016، اصطف العملاء في طابور للحصول على هذه المركبة الجديدة، بطريقة اعتاد العالم على رؤية المستهلكين يصطفون بها للحصول على أجهزة الآيفون، ولم يتحقق الوعد بطرح سيارة بقيمة 35 ألف دولار، حيث إن متوسط ​​سعر البيع كان أقرب إلى 50 ألف دولار، لكن طراز "موديل 3" نجح في منافسة سيارات السيدان السائدة في مخططات المبيعات، وتحاول الشركة الآن الاستفادة من شريحة متزايدة من السوق عبر سيارة "موديل واي كروس أوفر".



6- الفحص الآلي



في 7 مايو عام 2016، توفي أحد عملاء تسلا والفرد في قوة العمليات الخاصة للبحرية الأمريكية السابق "جوشوا براون" عندما اصطدمت سيارة تسلا "موديل إس" بمقطورة جرار في ولاية فلوريدا، وفي ذلك الوقت، كان نظام مساعدة السائق الآلي في تسلا يعمل، لتكون أول حالة وفاة تتعلق بهذه التكنولوجيا، وقامت الهيئات التنظيمية الأمريكية بالتحقيق في هذه المسألة، لكنها لم تعثر على أي عيوب تشوب هذا النظام، ويخضع النظام الآلي باستمرار لعمليات الفحص، مع حقيقة أن العديد من حالات الوفاة الأخرى في الولايات المتحدة تم إرجاع السبب فيها إلى هذا النظام.



7- الشقيق الشمسي



في يونيو عام 2016، أعلنت تسلا أنها كانت تقدم عرضاً لشراء شركة "سولار سيتي"، وهي شركة تركيب الألواح الشمسية التي أسسها موسك مع أبناء عمه، وبدا أن تضارب المصالح عبارة عن نموذج صارخ، حيث كان موسك هو المساهم الأكبر في سولار سيتي ورئيس مجلس إدارتها، وكانت شركة سولار سيتي تعاني من الناحية المالية، فيما كشفت شركة تسلا للتو عن سيارتها "موديل 3"، لكن موسك قدم عملية الاستحواذ على أنها "مسألة بديهية وأعلن عن منتج جديد من "بلاط السقف" لإغراء المستثمرين لقبول الصفقة.



وكان طرح السقف الذي يحمل علامة تسلا بطيئاً، كما أن الصفقة نفسها لا تزال محل نزاع، حيث من المقرر أن تبدأ في الشهر المقبل دعوى قضائية في محكمة ديلاوير أقامها مساهمي تسلا.



8- التمويل المضمون



كما ألمح تنبؤ موسك في الخريف الماضي بأن تسلا ستجد نفسها في "جحيم الإنتاج"، كان 2018 عاماً مجنوناً، وعانت تسلا لتصنيع "موديل 3" بكميات كبيرة وقامت ببناء خطاً للتجميع تحت خيمة خارجية ضخمة من أجل تعزيز الإنتاج، كما غادر عشرات المديرين التنفيذيين الشركة، في يوليو، وصف موسك غواص كهف بريطاني بـ "رجل بدوي" في تغريدة على "تويتر"، مما أدى لرفع دعوى تشهير.



وفي الشهر التالي، صدم موسك المستثمرين والمديرين التنفيذيين عندما كتب في تغريدة أنه يدرس إلغاء إدراج شركة تسلا في البورصة وتحويلها لأخرى خاصة عند سعر 420 دولاراً للسهم، قائلاً إن التمويل متوفر، وبعد ثلاثة أسابيع، تراجع موسك عما قاله خلال مدونة نشرها في وقت متأخر من مساء الجمعة بقوله إن تسلا ستبقى شركة عامة.



وبعد مرور شهر، رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد موسك بتهمة التلاعب في سوق الأوراق المالية، وشملت التسوية في هذه القضية تجريد موسك من منصب الرئيس لمدة ثلاث سنوات، مما يعني أن موسك يمكن أن يصبح رئيساً مرة أخرى في أواخر عام 2021.



9- عرض شنغهاي



حققت تسلا انتصاراً كبيراً في خضم كل الأحداث الدرامية التي شهدها عام 2018 عبر تحولها لأول صانع سيارات أمريكي يُسمح له ببناء مصنع في الصين بدون شريك محلي في مشروع مشترك، وبدأ مصنع تسلا الذي يقع بالقرب من شنغهاي في تسليم أولى مركباته يوم 7 يناير، بعد عام واحد من بدء العمل، وتُعد الصين أكبر سوق للسيارات في العالم وجزء ضخم من خطط النمو في المستقبل من قبل شركة تسلا.



10 – تحطم سايبر تراك



وفي نوفمبر كشف موسك النقاب عن "سايبر تراك" المستقبلية، وهي سيارة تختلف عن طراز فورد "إف-150"، وكان العرض الحقيقي عندما قام رئيس التصميم في تسلا "فرانز فون هولزهاوزن" بتحطيم اثنين من نوافذ الشاحنة المقاومة للكسر بواسطة كرة معدنية،وتريد تسلا بناء مصنع لتصنيع "سايبر تراك" في الولايات المتحدة، كما أن المواقع المتأهلة للتصفيات النهائية هي تكساس وأوكلاهوما.





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي