صورة أرشيفية ـ شحنة قمح
قالت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر أمس الثلاثاء إن شحنة تزن 60 ألف طن من القمح الأمريكي أرسلتها شركة "سي.إتش.إس" الأمريكية لتصدير الحبوب بدلا من شحنة كندية رفضتها الهيئة وصلت للموانيء المصرية ويجري تفريغها حاليا.
وكان تقرير للملحق الزراعي الأمريكي ذكر أن مسئولي وزارة الزراعة الأمريكية في القاهرة تدخلوا لحل نزاع تعاقدي بين سي.اتش.اس والهيئة وهي المشتري الحكومي الرئيسي للقمح في مصر.
وبدأ النزاع بعد رفض سلطات الحجر الصحي المصرية شحنة تزن 60 ألف طن من القمح الكندي باعتها سي.اتش.اس في ابريل نيسان لعدم مطابقتها للمواصفات وفقا للتقرير.
وقال ممدوح عبدالفتاح نائب رئيس الهيئة في تصريحات لـ"رويترز" أمس الثلاثاء ان "المورد سينكس هارفست (سي.اتش.اس) كان متعاقدا مع الهيئة على توريد 60 ألف طن.. فترة الشحن من 20 إلى 29 فبراير 2013. اللجنة حين ذهبت لتعاين الشحنة في ميناء الشحن فوجئت بوجود (بذور) امبروزيا وتم رفضها".
وأضاف قائلا: "طلب المورد تغيير المنشأ من كندي إلى أمريكي. الهيئة درست الموضوع ووافقت على تغيير المنشأ و(طلبت) أن يتحمل تخفيض السعر 25 دولارا من 307.82 إلى 282.82 دولار(للطن)"، ورفضت الشركة الأمريكية اليوم الثلاثاء التعليق على المسألة.
ولم تشتر هيئة السلع التموينية أي كميات من سوق القمح العالمية منذ فبراير. وأدى عامان من القلاقل السياسية والأزمة الاقتصادية إلى تآكل احتياطيات مصر من العملة الصعبة مما يجعل من الصعب تمويل واردات السلع الغذائية الضرورية والوقود. وكانت الشحنة جزءا من إحدى آخر المناقصات التي طرحتها الهيئة للشراء من الخارج.
وتستورد مصر وهي أكبر مشتر للقمح في العالم نحو عشرة ملايين طن سنويا من الأسواق الدولية، وتستهدف الحكومة شراء ما يترواح بين أربعة و4.5 مليون طن من القمح المحلي هذا الموسم.
وقال عبدالفتاح إن أغلب شحنة سي.إتش.إس جرى تفريغها بالموانيء المصرية، وأوضح قائلا: "المركب فعلا وصلت وفي الميناء الآن في التفريغ".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان قد تم دفع ثمن الشحنة قال المسؤول المصري "مواد العقد تغيرت ولذلك تفاصيل الدفع تغيرت. الفلوس جاهزة وستدفع في الايام القليلة القادمة.. هذا تأجيل إجرائي لكل الشحنات (التي يطرأ عليها) تغيير في مواعيد الشحن ولا يتعلق بتوفير الأموال".
وقال تقرير الملحق الزراعي الأمريكي إن سي.اتش.اس كانت قد عرضت توريد شحنة تزن 58 ألف طن من القمح الأمريكي محل الشحنة المرفوضة لكن هيئة السلع التموينية أصرت على خصم 30 دولارا للطن من سعر البيع الأصلي نظرا لانخفاض أسعار القمح العالمية وتقديم خطاب ضمان وهو ما رفضته الشركة الأمريكية.
وهددت هيئة السلع التموينية باتخاذ إجراءات قانونية بحق سي.اتش.اس قبل أن يتدخل مسئولو مكتب الخدمات الزراعية الخارجية الأمريكي في القاهرة ونظراؤهم المصريون ومسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية. وتوصل الطرفان في نهاية الأمر إلى اتفاق بسعر مخفض على قمح أمريكي بما قيمته أكثر من 17 مليون دولار.
وقال عبدالفتاح أمس الثلاثاء إنه يراقب اسواق القمح الدولية وينتظر أيضا انتهاء عمليات شراء القمح المحلي. وينتهي موسم الحصاد رسميا في مصر في 15 يونيو.
وقال وزير التموين المصري باسم عودة أمس الأول الاثنين إن مخزون مصر من القمح يغطي احتياجاتها حتى الأول من ديسمبر وأن الدولة اشترت 3.5 مليون طن من القمح المحلي حتى الآن هذا الموسم.