إنبعاثات أكسيد الكربون تتسبب في إرتفاع مدمر بدرجات الحرارة عالميًا

 


حذرت وكالة الطاقة الدولية أن إنبعاثات أكسيد الكربون المسببة لتدفئة المناخ قد سجلت رقماً قياسياً عام 2011، بزيادة بلغت 3.2% عن العام السابق، والسبب الرئيسي لهذه الزيادة الخطيرة هو إخفاق الحكومات في تنفيذ السياسات الرامية إلى منع الزيادات الكارثية لدرجات الحرارة في العالم.



يكشف التقرير الجديد، الذي صدر في أخر أيام محادثات المناخ الدولي في بون بألمانيا الأسبوع الماضي، أن كوكب الأرض سيواجه إرتفاع درجة الحرارة بما لا يقل عن 3.5 درجة مئوية بل ربما يزيد على ذلك، وذلك وفقا لمتتبع عمل المناخ.



ويأتي ذلك ليثبت فشل الإتفاق الدولي للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون الدرجتين المئويتين.



كما يبين تحليل جديد لمتتبع عمل المناخ بأن الأمر لا يقتصر على التعهدات غير الكافية، وإنما لفشل البلدان في الوفاء حتى بتلك التعهدات. ومتتبع عمل المناخ هو مشروع مشترك لمنظمة الطاقة الهولندية ومنظمة تحليل المناخ الألمانية ومعهد بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية.



ويقول نيكلاس هوني، مدير سياسة الطاقة والمناخ في منظمة تحليل المناخ الألمانية لوكالة "IPS": "عندما قارنا التعهدات بخفض إنبعاثات الكربون من دول مثل البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة، وجدنا أنها لم تضع سياسات للوفاء بتلك هذه التعهدات".



ووجد التقرير أن اللوائح بشأن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وعلى كفاءة الوقود في السيارات، لا تزال تترك نقصاً في تعهدات الولايات المتحدة يصل "لنحو 350 مليون طن من إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وهي فجوة يصل حجمها لنصف إنبعاثات كندا السنوية".



وشهدت محادثات المناخ في بون رغبة متناقصة في زيادة التعهدات، ويقول هوني، "لا يريد أي بلد أن يتحرك، وهذا ليس اتجاهاً إيجابياً".



ومن جهة أخرى فقد وصلت إنبعاثات عام 2011 إلى مليار طن أكثر مما كانت عليه عام 2010.



وفي حين قد يبدو ارتفاع درجات الحرارة بنسبة 3.5 درجة مئوية قليلاً، إلا أنه سيخلق ظروفاً لم يشهدها هذا الكوكب منذ 30 إلى 60 مليون سنة.



هذا ولقد جاءت غالبية الزيادة في الإنبعاثات العام الماضي نتيجة لزيادة استخدام الفحم في الصين والهند، وفقا للتقديرات الأولية من وكالة الطاقة الدولية مؤخراً. خفضت الدول المتقدمة، وعلى رأسها أوروبا والولايات المتحدة، 0.6% من الإنبعاثات من قبل بشكل جماعي.



وقال فاتح بيرول، وهو كبير الخبراء الاقتصاديين بوكالة الطاقة الدولية، "لا تلوموا الصين. فقد أدت الاستثمارات الصينية الضخمة في كفاءة الطاقة والطاقة الخضراء إلى تمكين البلاد من الحد من كثافة الكربون - كمية ثاني أوكسيد الكربون المنبعث لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي- بنسبة 15 في المئة بين الأعوام 2005 إلى 2011.



وقال بيرول لو لم تتحقق هذه المكاسب، لكانت إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الصين في عام 2011 ستصبح أكثر عما كانت عليه بحوالي 1.5 مليار طن.



وقال هوني أنه بوصول عملية المناخ في الأمم المتحدة إلى طريق مسدود، يجب أن تأتي الأفعال من الأمثلة الإيجابية من المناطق، والمدن، والشركات التي حققت بالفعل تخفيض إنبعاثات الكربون، وتقوم بجني فوائده الإقتصادية وغيرها.



وأضاف، "يعتبر مؤتمر قمة الأرض (ريو +20) في يونيو فرصة لتسليط الضوء على النماذج الناجحة في كفاءة استخدام الطاقة في كاليفورنيا، على سبيل المثال. وستكون ألمانيا مثالاً جيداً آخر، مع وجود خطة طموح للطاقة النظيفة تقودها المستشارة أنجيلا ميركل.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي