جيهان هريدي:عندما تتزين المرأة بقصائد "جاهين" و"دنقل" وشعارات ميدان التحرير

 


مُكملة الأناقة جيهان هريدي.. اسم سطع في عالم تصميم إكسسوار الملابس النسائية، تتميز تصاميمها بالمزج بين الطابع الشرقي والعربي الأصيل، تخرجت في قسم الاجتماع بجامعة عين شمس، لكن عشقها للإكسسوار دفعها لاحتراف هذا المجال، وعبر أعوام قليلة حققت نجاحًا كبيرًا، وبصمة فنية خاصة بها، وقدمت أفكارًا مبتكرة اعتمدت على إبراز الجانب التراثي المصري، تجلى هذا بوضوح في شكل كل تصميم بخاماته وألوانه غير المعتادة، لعل أبرز الخامات التي استخدمتها هريدي في قطعها كانت الشال السيناوي والكشمير الصعيدي والقماش البدوي، وزينت القطع بالأحجار الكريمة والكريستال والنحاس، جيهان هريدي تفاعلت أيضًا مع ثورة 25 يناير فقدمت مجموعة فريدة من الإكسسوارات التي ترجمت من خلالها عشقها لوطنها كأي فتاة مصرية، استخدمت فيها شعارات أطلقها الثوار وارتبطت بميدان التحرير، واستخدمت أيضًا رباعيات صلاح جاهين، وقصائد أمل دنقل، كل هذا في العديد من القطع المتميزة مثل حقيبة اليد والدلاية والسلاسل والخلاخيل والخواتم وغيرها من مكملات الأناقة.. "الخبر الاقتصادي" التقت جيهان هريدي للحديث عن بداياتها، وأحدث تصميماتها مع مصممة الأزياء نعيمة كامل.



عشق الألوان



عن بدايتها قالت جيهان هريدي: منذ الصغر وأنا أعشق الألوان فكنت أقوم بشراء عقود الخرز، وعندما أشعر بالملل بعد ارتدائها لفترة، أعمل على إعادة تركيبها من جديد وادماج ألوانها في تصميم مختلف يظهر العقد على أنه جديد، وكأني قمت بشرائه في اللحظة نفسها، وقد لاحظت والدتي هذه الموهبة، وفي ذات يوم وجدتها قامت بشراء بعض الخامات المختلفة لتساعدني على تنمية موهبتي، وقد كان.



وتضيف: لكن مع سنوات الدراسة، وانشغالي بالحياة العامة لم أجد وقتًا لتنمية الموهبة، إلى أن جاءت اللحظة عندما ظهرت أول قطعة إكسسوار قمت بتصميمها لإبنتي؛ حيث قمت بتصميم قطعة لأزين بها فستان السواريه الخاص بها لحضور إحدى الحفلات، وإذا بها تلاقي إعجاب الأقارب والأصدقاء؛ لدرجة أنها لفتت الأنظار أكثر من تصميم الفستان نفسه، فبدأت في أخذ دورات تدريبية في الحلي إلى جانب الاطلاع على الإنترنت لكل ما هو جديد في عالم الفاشون، خاصة أن موهبتي لم ترتبط بالإكسسوار في حد ذاته، بل ارتبطت بكونها مكمل لأناقة المرأة التي لا غنى عنها في ملابسها..



مكمل أساسي



وعن تصميماتها، وكيف تعد التصميم، تقول جيهان هريدي: في البداية لا بد أن نتفق على أن الإكسسوارات في الوقت الراهن هي مكمّل أساسي للأناقة، إذ يغيّر شكل الملابس تمامًا، خاصة بعد استغناء العديد من النساء عن الذهب لغلاء ثمنه، ولهذا تأتي أهمية التصميم؛ حيث قد تأتي الفكرة من خلال الملابس نفسها بمثابة أن يقع ناظري عليها، فأشعر بأن هناك شيئًا ينقصها؛ لدرجة أنني قد استخدم القماش المصمم منه الملبس ليكون إكسسوارًا من نفس خاماته مضيفة إليه بعض السلاسل أو الخرز أو الخيوط المضادة للون كأن استخدم خيوطًا أورنج مع ملبس بني أو تركواز وهكذا، وقد تأتي فكرة في ذهني وأنا من أقوم بتركيب الملبس عليها.



التفرد



وعن أهم ما يميز تصميماتها، قالت جيهان هريدي: أهم ما يميز تصميماتي أنها من لم تقتصر على الخرز أو النحاس أو المعادن بشكل عام، بل استخدمت الخيوط والقماش لتلعب دورًا أساسيًا، بل لا أُخفي سرًا بأنني استلهمت تصميماتي من الحياة البدوية التي تعتمد في تزيين ملابسها على تنويع ألوان الخيوط داخل الرداء الواحد؛ لتنتج شكلاً جماليًا يبهر العالم، بل كنت حريصة أيضًا على التواصل مع التراث المصري لتوظيفه بشكل عصري، وفي الوقت نفسه يُبقي على الروح المصرية في جميع المحافل الدولية ويحافظ على هويتنا التي كادت أن تسرق منا، ومن هنا يأتي التفرد، فالتميز الحقيقي يأتي من التفرد، فأنا استخدم خامات لم تكن موظفة بهذا الأسلوب من قبل، مثل دمج الأقمشة مع الخيوط والأحجار والخرز، فهو أسلوب وطريقة جديدة مختلفة عما كان يتبع من قبل.



وهناك تصاميم استوحيتها من الريف خصوصًا في صعيد مصر الثري بمفردات فنية وشعبية جميلة، جمعت فيها بين الخط البدوي والريفي، كما استلهمت تصميماتي أيضًا من البيئة المحيطة بي، والأحداث التي تدور من حولي، مثل التصاميم التي جاءت تلقائية من وحي الثورة، لاسيما الحرية والانطلاق والتعبير عن الرأي والوحدة الوطنية، فالمصمم أو الفنان دائمًا ما ينخرط ويمتزج مع ما حوله؛ لينتج فنًا يمس وجدان الآخرين، ومن ثم يقبل على شرائه، وهو ما تبرزه تصميماتي التي استمدتها من الثورة وأشعار أمل دنقل وأم كلثوم وبعض الشعارات التي كانت تردد في ميدان التحرير.



وأشارت جيهان هريدي إلى أن اطلاق اسم على كل مجموعة انتجتها لم يكن حديث العهد، بل استمدته من الأحداث التي مرت بها مصر كمجموعة "الحرية" وغيرها، إلى جانب تأثرها بمصممي الأزياء في مملكة الموضة فرنسا وهو ما يميز منتجاتها.



 



مزج بين الأفكار



وحول مزجها بين الأفكار التراثية والعصرية لتناسب المرأة الأنيقة، قالت: ساعدني اختياري للخامات في هذا المزج، فمثلاً صممت حقيبة تجمع بين الشال البدوي الذي يشتهر به البدو من المحيط إلى الخليج وبدو سيناء والعريش في مصر وبين غطاء الرأس الذي يستعمله الفلاحون، كذلك استخدمت الخط العربي في تصاميم لاقت إقبالاً من الأجانب الذين أعجبوا بها، وصممت قطعًا أضفت عليها البعد الثقافي من خلال إضافة أشعار وكلمات أغانٍ إليها، خصوصًا رباعيات الشاعر الراحل صلاح جاهين.



صنع في مصر



وعن جديدها قالت جيهان هريدي: أتدرب حاليًا على عمل شنطة من خلال برنامج "كردي كويليه" وهو عبارة عن قطعة قماش سادة تمثل أرضية التصميم، وأضع عليها جميع أنواع الأقمشة، وممكن أن تمثل تلك الأقمشة الهالك من أي قماش مستخدم من ذي قبل كالفرو أو الجلد، بل أستطيع أن أدخل معه الكورشية والقطيفة والشمواه وغيرها من قطع القماش لأصمم بها إكسسوارات غاية في الأناقة.



أما عن الخامات التي تستخدمها في تصاميمتها، وما يجعلها تختلف صيفًا وشتاء، أشارت إلى أنها تستخدم خامات القماش والجلد والخيوط على أن تكون الخامات الأخرى عنصرًا مكملاً كالخرز، الأحجار الكريمة، النحاس، الفضّة، الأونيكس، اللؤلؤ، العقيق، الكريستال.



وأضافت قائلة: بالطبع هناك اختلاف في الاستخدام من ناحية الخامات والألوان، فمثلاً لا نستطيع استخدام الفيروز في الصيف الذي يتميز بألوان فاتحة وزاهية تعبّر عن أجوائه المبهجة، كما لا يمكن استخدام الشمواه والفرو الذي يتميز به الشتاء في الصيف.



وحول المعارض التي شاركت بها جيهان هريدي، قالت: شاركت أخيرًا في معرض "صنع في مصر"، وقدّمت فيه نوعًا جديدًا من الإكسسوار على غرار حقائب اليد، الأحذية، الخواتم، الأساور بأشكال مختلفة ومبتكرة تميزت بطابع شرقي بحت وطابع بدوي، وقد شهد إقبالاً واستقطب سيدات المجتمع في مصر، هذا بخلاف المعارض الدولية بفرنسا وإيطاليا والنمسا..



روح الشباب



وعن تعاونها البارز مع مصممة الأزياء نعيمة كامل ومصممة الطرح مروة بغدادي، قالت جيهان هريدي: دائمًا ما تحركنا روح الشباب؛ بالإضافة إلى أنني أجد نفسي دائمًا في كل تصميماتهما والعكس بالنسبة لهما، وبالتالي فإن الاختلاف في الفكر والابداع دائمًا ما يصنع التكامل، ويوجد التجاذب وهذا ما وجدته معهما.



وحول حلم الماركة قالت هريدي: إنه حلم كل مصمم يهدف إلى العالمية ويصل بمحليته البسيطة - ولكن الجديرة بالاحترام - إلى هذا المنبر، خاصة أنني أحلم بكلمة "صنع في مصر" تغزو كل الأسواق العالمية، ويا حبذا إن كانت بمنتجات تحمل الطابع المصري الشرقي الأصيل الذي تتحلى به منتجاتي.



وعن أبرز الألوان التي سوف يبرز نجمها في عام 2012، قالت: الألوان المتداخلة والتي لا تتماشى مع بعضها البعض هي التي تتصدر المشهد عام 2012 كالأورنج مع البني، أو التركواز مع البني، والأورنج مع حجر العقيق، ولكن في النهاية دائمًا ما تكون البساطة هي أرقى أنواع الموضة الراقية والعصرية.



 





 





 





 





 





 





 





 





 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي