بنك "أي.إن.جي" ما وراء القفزة القياسية للوظائف الأمريكية

 


 مفاجأة صعودية كبيرة أخرى في تقرير الوظائف الأمريكي الجديد، بالفعل تعتبر هذه أخبار رائعة لكنها لا تروي القصة كاملة، هذا لأن هناك 31.5 مليون شخص يطالبون بإعانات البطالة ولا تزال العمالة أقل بـ 15 مليون عن فبراير، علاوة على ذلك، مع إعادة فتح الولايات للأعمال قد يكون تقرير الوظائف في يوليو أكثر واقعية، بحسب "جيمس نايتلي" في رؤية تحليلية عبر بنك "أي.إن.جي" الاستثماري.



مكاسب الوظائف



أظهر التقريرإضافة 4.8 مليون وظيفة خلال يونيو ، وهو أعلى بكثير من رقم 3.23 مليون المتوقع من إجماع المحللين، كما تم تعديل إضافة الوظائف لشهر مايو إلى 2.699 مليون من تقديرات سابقة عند 2.51 مليون وظيفة، هذا رائع، ويوضح كيف سمحت عمليات إعادة الفتح للشركات بالتسابق وإعادة العمال، وكان قطاع الترفيه والضيافة المساهم الأكبر، حيث أضاف القطاع 2.088 مليون وظيفة، مع إضافة قطاع مبيعات التجزئة 740 ألف وظيفة، كما كانت هناك مكاسب في كل القطاعات بما في ذلك 903 ألف للتجارة والنقل و 568 ألف للتعليم والرعاية الصحية.



يظهر مسح الأسر في تقرير الوظائف انخفاض معدل البطالة إلى 11.1 % من 13.3 % وبعد أن بلغ ذروته عند 14.7 %، لكن هذا ليس الوضع الحقيقي للأمور ولا يتعلق الأمر بالخلط حول كيفية ملء نموذج الرد، وإذا بحثت في تقرير إعانة البطالة ستجد أن إجمالي عدد الأشخاص الذين يطالبون بها في جميع البرامج ارتفع 916.7 ألف في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو (بالمصادفة نفس أسبوع جمع بيانات تقرير الوظائف لشهر يونيو)، ليصل إجمالي عدد الطلبات إلى 31.49 مليون، ويمثل هذا ضعف ما يقرب من 17.75 مليون عاطل عن العمل "رسميًا" وفقًا لتقرير الوظائف.



وتذكر أن على الشخص أن يبحث بنشاط عن عمل ليتم تصنيفه كعاطل عن العمل "رسميًا"، لكنه ليس بحاجة إلى القيام بذلك من أجل المطالبة بإعانات البطالة في الوقت الحالي - وبالتالي فإن الرقم 11.1 % يقلل بشكل كبير من الصورة الحقيقية، ما أن متوسط ​​الأجور في الساعة انخفض ​​بنسبة 1.2 % على أساس شهري، وهو ما يعكس مرة أخرى التشوهات عندما لا تقوم بتعديل البيانات، والملايين من الأشخاص ذوي الأجور المنخفضة نسبيًا الذين يكسبون أجرًا الآن سيخفضون تلقائيًا متوسط ​​معدل الأجر في الساعة لذا يجب تجاهل هذا الرقم - تمامًا مثل معدل البطالة.



قلق وظائف يوليو؟



حتى بعد النمو الكبير في وظائف الشهر الماضي، تبقى حقيقة أن إجمالي العمالة لا يزال أقل بنحو 14.66 مليون وظيفة مما كان عليه في فبراير، وتدعم إعانات البطالة المستمرة حتى الآن- بما في ذلك زيادة فيدرالية بنحو 600 دولار أسبوعاً- الدخل، ولكن هناك تساؤلات حول ما يحدث بعد 31 يوليو مع انتهاء هذه الزيادة، علاوة على ذلك، أصبح هناك قلق بشأن بيانات الوظائف في يوليو ، والتي قد تخيب آمال الأسواق.



وتظل طلبات إعانة البطالة خلال الأسبوع (1.425 مليون مقابل توقعات 1.35 مليون) والطلبات المستمرة (19.29 مليون مقابل توقعات 19 مليون ) مرتبطة برقم الطلبات الأولي، حتى الآن مع عمليات إعادة الافتتاح أكثر من ضعف أسوأ قراءة أسبوعية لأي فترة خلال الأزمة المالية العالمية.



وفي الوقت نفسه، يشير تقرير البيانات إلى أن قطاع الأعمال الصغيرة يتخلى عن الوظائف منذ 18 يونيو، وتشير أحد التفسيرات المحتملة إلى أن العديد من الشركات الصغيرة التي استفادت من جانب الإعفاء من القروض في برنامج حماية الراتب قد استنفدت الأموال، وفي هذا الصدد، أفاد الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة بأن 14 % من الأعضاء الذين استفادوا من الخطة يتوقعون تسريح الموظفين في الأسابيع المقبلة نظرًا لأن الطلب لم يعد إلى مستويات ما قبل الوباء.



طريق تعافي طويل



وتشير عدة قضايا رئيسية إلى مسار تعافي طويل للاقتصاد الأمريكي، والقضية الأكبر هي أن الارتفاع الكبير في حالات كورونا يعني أن عدة ولايات تعلن تجديد تدابير الاحتواء مع أخرى تؤخر إعادة فتحها على مراحل، ومن المتوقع أن تأخذ العديد من الشركات (الترفيه والضيافة على وجه الخصوص) وجهة نظر مفادها أنه ليس من المجدي بالنسبة لها أن تظل مفتوحة، مما سيضيف إلى المشاكل في سوق الوظائف، علاوة على ذلك، وبالنظر إلى التراجع في النشاط الاقتصادي العالمي، قد لا تحتاج العديد من شركات التصنيع والخدمات المهنية إلى نفس عدد الموظفين مع مواجهة البيئة الاقتصادية الجديدة المتمثلة في ضعف أرباح الشركات وارتفاع مستويات الديون، هذا قبل أن نفكر في القضايا الهيكلية على المدى الطويل التي تواجه قطاعات محددة مثل النقل والتجزئة والعقارات والضيافة، لذا، بينما يعطي تقرير الوظائف اليوم عنوانًا جيدًا، هناك رياح معاكسة ضخمة مما يعني أن التعافي الكامل في سوق الوظائف بعيد جدًا.





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي