الإمارات تبحث التعاون الاقتصادي والاستثماري مع نيبال

 


شارك وفد رسمي وتجاري من دولة الإمارات العربية المتحدة في قمة نيبال الدولية للاستثمار 2019 بالعاصمة النيبالية كاتمندو، حيث ترأس الوفد عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وشارك فيه مجموعة من رجال الأعمال وممثلي الشركات الاستثمارية في الدولة، منها مجموعة شرف، وهسيكو العالمية للتجارة العامة، وشبكة CEO Club.


 


وقد بحث عبد الله آل صالح خلال الزيارة سبل تطوير مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين دولة الإمارات وجمهورية نيبال في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك خلال لقائه عدداً من الوزراء في الحكومة النيبالية على هامش المشاركة في القمة.


 


إلى ذلك، شهدت زيارة الوفد توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة شرف بدولة الإمارات ومجموعة تشودري نيبال للتعاون الاستثماري في مجال البنية التحتية اللوجستية.


 


لقاءات ثنائية رفيعة المستوى


 


فقد بحث عبد الله آل صالح مع محمد اشتياق راي، وزير التنمية الحضرية بنيبال، فرص التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال البنية التحتية المستدامة.


 


وأشار آل صالح خلال الاجتماع إلى أهمية استكشاف فرص التعاون في مجال المدن الذكية في نيبال، فيما أكد اشتياق راي حرص بلاده على تحسين نوعية البنية التحتية في نيبال مع إعطاء الأولوية لمفاهيم الاستدامة، مؤكداً تطلع نيبال إلى تبادل الخبرات وتعزيز الشراكة مع الجانب الإماراتي لاستكشاف مختلف المشاريع والفرص التنموية.


 


كما التقى آل صالح معالي ماتريكا بي. دي. ياداف، وزير الصناعة والتجارة والتوريد النيبالي، حيث بحث الجانبان إمكانات تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والمناطق الصناعية.


 


وأكد الوزير ياداف أن الاستقرار السياسي وإصدار قانون الاستثمار الثنائي في نيبال، سيكونان من أبرز العوامل لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر خلال السنوات المقبلة، كما أشار معاليه إلى إعلان الحكومة النيبالية عن إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة (المجمع الصناعي) في نيبال، وحث الجهات والشركات المعنية بدولة الإمارات على المساهمة فيه كمطور ومستثمر.


 


وأعرب عبد الله آل صالح عن أهمية علاقات التعاون الحالية مع جمهورية نيبال ولا سيما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية ورفع مستويات التبادل التجاري، مشيراً إلى حرص العديد من الشركات الإماراتية على توسيع استثماراتها وأعمالها التجارية في الأسواق النيبالية، وداعياً الوزير ياداف إلى المشاركة في ملتقى الاستثمار السنوي المقبل بدبي.


 


إضافة إلى ذلك، التقى عبد الله آل صالح، راغوبير مهاسيت وزير النقل والبنية التحتية المادية بالحكومة النيبالية، حيث بحث الجانبان فرص ومشاريع التعاون في قطاعات النقل وتطوير البنى التحتية والخدمات اللوجستية بما يخدم الازدهار الاقتصادي والنشاط التجاري.


 


وأكد المسؤولان أهمية مذكرة التفاهم التي تم توقيعها خلال الزيارة بين مجموعة شرف ومجموعة تشودري نيبال، حيث أشار آل صالح إلى أنها ستشجع العديد من المستثمرين على استكشاف فرص جديدة للشراكة مع نيبال خلال الفترة المقبلة.


 


وعلى هامش اختتام قمة الاستثمار، بحث عبد الله آل صالح مع يوبراج خاتيوادا وزير المالية النيبالي سبل توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.


 


وأشار الوزير خاتيوادا إلى تطلع بلاده إلى تكثيف الزيارات والاجتماعات خلال العام الجاري بين الجهات الحكومية في البلدين، وبينها وبين مجتمعي الأعمال النيبالي والإماراتي لتعزيز فرص الشراكة المثمرة للبلدين والانتقال بالعلاقات الاقتصادية الثنائية إلى مستوى أعلى.


 


مشاركة الخبرات في قمة الاستثمار


 


وقد شارك عبد الله آل صالح كمتحدث في جلسة "مشاركة الخبرات الدولية" في قمة نيبال للاستثمار، حيث استعرض سعادته جوانب من تجربة دولة الإمارات في تحفيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، مثنياً على جهود الحكومة النيبالية لتهيئة بيئة ملائمة للمستثمرين، مؤكداً أهمية قمة نيبال للاستثمار كمنصة لاستقطاب الاستثمارات الدولية والتعريف بالفرص الاستثمارية في الأسواق النيبالية.


 


التبادل التجاري


 


وأكد في بداية الكلمة أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات وجمهورية نيبال، مشيراً إلى أن الإمارات هي ثالث أكبر شريك تجاري لنيبال، وأن التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين حقق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نحو 300 مليون دولار أمريكي، منها 197 صادرات غير نفطية من دولة الإمارات إلى نيبال، ونحو 101 مليون دولار إعادة تصدير، متوقعاً سعادته مواصلة هذه الأرقام منحى إيجابياً في ظل كثافة الزيارات الرسمية والتجارية وتنامي أطر التعاون بين البلدين على الصعيدين الحكومي والخاص.


 


سياسات جذب الاستثمار


 


وألقى عبد الله آل صالح الضوء على أبرز السياسات المبتكرة التي اعتمدتها دولة الإمارات لتحقق مكانتها الحالية اليوم كأول وجهة عربية وإحدى أبرز الوجهات الاستثمارية الجاذبة والمفضلة في المنطقة، مستهلاً عرضه بالتعريف بقانون الاستثمار الأجنبي المباشر الجديد.


 


كما استعرض ميزات وحوافز بيئة الأعمال والاستثمار في الدولة، والقطاعات التي تحظى بالتركيز والاهتمام انطلاقاً من رؤية الدولة لبناء اقتصاد تنافسي متنوع قائم على المعرفة والابتكار.


 


مذكرة تفاهم في البنية التحتية اللوجستية


 


واقد اختتمت أعمال قمة نيبال للاستثمار بتوقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة شرف بدولة الإمارات، يمثلها صلاح شرف المدير التنفيذي للمجموعة، ومجموعة تشودري نيبال كشريك محلي في مجال البنية التحتية اللوجستية، وتحديداً لتطوير مشروع المجمع اللوجستي المتعدد الوسائط، وذلك بحضور وزير النقل والبنية التحتية المادية ووزير الصناعة والتجارة والتوريد ووزير المالية من جانب الحكومة النيبالية، وسعادة عبد الله آل صالح من الجانب الإماراتي.


 


استثمارات كبيرة لمجموعة شرف


 


وأكد صلاح شرف، المدير التنفيذي لمجموعة شرف، أن المجموعة ترى نيبال وجهة واعدة للغاية لاستثماراتها، ولا سيما بعد تنفيذها مجموعة من الاستثمارات الكبيرة الأخرى في قطاع الخدمات اللوجستية في شبه القارة الهندية.


 


وأوضح شرف أن المجموعة التي تأسست عام 1976 ويقع مقرها الرئيسي في دبي، تعمل اليوم في 49 دولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية وآسيا في مجالات الشحن والبنية التحتية والخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد ومتاجر البيع بالتجزئة وتجهيز الأغذية والسفر والسياحة والصناعة التحويلية، مشيراً إلى أهمية توقيع هذه المذكرة اليوم وأهمية مشروع المجمع اللوجستي المتعدد الوسائط، الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق الكفاءة وتقليل التكلفة اللوجستية للتجارة فضلاً عن توفير فرص العمالة والتنمية بصورة شاملة في المنطقة، وذلك بالشراكة مع مجموعة تشودري التي تعمل في مجال الطاقة والبنية التحتية والسلع الاستهلاكية والإلكترونيات والتعليم والفنادق ولها استثمارات في مختلف قارات العالم.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي