رؤية جديدة لزراعة 3 ملايين فدان

 


اقترح خبير زراعي رؤية لاستصلاح أكثر من 3 ملايين فدان، لتحقيق أعلى نسبة من الاكتفاء الغذائى للمحاصيل الزراعية، من خلال استخدام أراضى الساحل الشمالى بطول 400 كيلومتر وبعمق 30 كيلومترًا.



وقال الخبير الزراعي الدكتور أشرف عمران، رئيس المجلس العربى للأمن المائي والغذائي، إن رؤيته لاستصلاح هذه المساحة لن يؤثر على التنمية السياحية، وذلك من خلال ترك 10 كيلومترات للاستغلال السياحي والسكني، على أن نستفيد بما يُعادل 3 ملايين فدان بتقنين الأمطار.



أضاف عمران فى دراسة له، أن الرؤية تعتمد أيضًا على استخدام الأراضى الشاطئية لبحيرة ناصر، فطبقًا للقوانين نترك ٢ كيلومتر عرض بطول بحيرة ناصر كأراضٍ شاطئية غير خاضعة للتمليك على أن تديرها هيئة تعمير بحيرة ناصر للإيجار الموسمى بشروط.



وأوضح أنه وبعد مشروع سد النهضة وتحويل النيل الأزرق داخل جسم السد، أصبح ليس هناك مبرر للوصول إلى منسوب ١٧٨ المحدد سابقًا لمياه بحيرة السد، كما أن الأراضى المحيطة ببحيرة ناصر خصبة وتقع على حدود المياه ولا تخشى من تملحها كما الدلتا، موضحًا أن هذا سيوفر ما لا يقل عن ٢ مليون فدان.



وأضاف عمران أن رؤيته للاستصلاح تتضمن أيضًا الاستفادة من أراضي أسوان، فمنطقة «جرف حسين» من أجود الأراضى وبها مخزون جوفى ممتاز وتقدر المساحة القابلة للزراعة مليون ونصف فدان وهى أرض خصبة لذا لا بد من إعادة النظر فى سياسة فى استصلاح الأراضى لتصبح ٥ ملايين فدان.



وأشار إلى أهمية مشروع نهر الكونغو، فلا بد أن نقف جميعًا لاتمام هذا المشروع، قال إن هناك معوقات لكن الحلول العلمية أكثر، والدراسات تعدت مرحلة التفائل، حيث تؤكد أنه سيحول مصر إلى شىء آخر يفوق الوصف، ومن المهم أن نعمل على قدم وساق لمحاولة تنفيذه، هو ما سيعيد مشروعًا منخفض القطارة والذى سيوفر للأجيال القادمة مساحات شاسعة من الأراضى المستصلحة.



 وقال د. أشرف عمران: «إن مياه الصرف الزراعى تصل إلى ٨.٥ مليار متر مكعب، ومياه الصرف الصحى حوالى ٢ مليار متر مكعب، ويمكن استخدام مياه الصرف الصحى فى زراعة الغابات الشجرية، والتى تدر عائدًا تجاريًا من أخشابها وأوراقها كأعلاف علاوة على بيع حصة الكربون، ومن أهمها البولونيا، وهى تعتبر أعلى نمو فى العالم، ويصل سعر طن الخشب منها إلى ٢٠٠٠ دولار.



وأشار إلى أن ناتج المياه المعالجة من ١٢ إلى ١٥ مليار متر مكعب وأراضٍ غير مستخدمة للآسف، ويجب دراسة مقارنة بين محاصيل الطاقة المنتشرة الاستهلاك والتصنيع بمصر قصب السكر والبنجر، فمصر تستورد ٧٠٠ ألف طن سكر سنويًا، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على الميزانية، ويمكن التوسع فى إنتاج محصول نبات «الاستيفيا» أو «ورقة العسل» فهو حل سحرى لتوفير المياه، وتوفير منتج خالى من السعرات الحرارية ويناسب مرضى السكر.



وتناول الخبير الزراعى منظومة حبوب جديدة تحقق الاكتفاء الذاتى من القمح، موضحًا أن القمح محصول شتوى وكذلك البرسيم وبالتالى هناك حاجة إلى وضع منظومة مرنة للحبوب بما فيها الكينوا والشعير وامكانية الخلط بنسب لزيادة قيمة الرغيف وتقليل نسب الاستخدام، مؤكدًا أنه لا يمكن النظر إلى القمح أبدًا لتحقيق الاكتفاء الذاتى إلا من خلال منظومة الحبوب.



وأضاف: «لا يمكن سد الفجوة لكن يمكن تقليلها إلى ٢٠-٣٠٪، موضحًا أن مساحة زراعة البرسيم حوالى ٤ ملايين فدان، ومطلوب زيادة مساحة القمح إلى ٣ ملايين بدل ٢ مليون، ويمكن رفع إنتاجية البرسيم لتعويض النقص فى مساحته بأصناف أعلى انتاجية، مع زيادة انتاجية الفدان إلى ٢٠-٢٢ أردب بدل ١٨ مع زيادة متوسط إنتاجية فدان القمح خاصة فى المناطق منخفضة مع تحسين خدمة وأصناف أعلى الإنتاج فى الوجه القبلى.



وأشار الدكتور عمران إلى أهمية تقليل الفاقد فى القمح خلال عمليات الحصاد والتخزين والنقل والطحن، والإعلان المبكر عن سعر القمح المورد من الفلاح للدولة، مع استنباط أصناف جديدة أعلى تحملًا للحرارة لمصر العليا ولمواجهة التغير المناخى وأصناف جديدة تتحمل ملوحة الأرض وملوحة مياه الري وأصناف جديدة تتحمل جفاف الزراعة فى المناطق شحيحة الماء أو على الأمطار، بخلاف ترشيد استهلاك المواطن إلى المستوى العالمى بواقع ١٠٠ كجم عالميًا، مقابل ١٨٠ كجم فى السنة للفرد، وتحسين مستوى الرغيف ليأكله الإنسان وليس الحيوان.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي