مشكلات "أوراسكوم تليكوم" تنتهى باستقالة "بشارة".. وقلق المستثمرين يتزايد قبل التقسيم

 


تشهد "أوراسكوم تليكوم" حالة من القلق خلال الفترة الحالية نظرًا لما تتعرض له الشركة من مشكلات خارجية وداخلية، وذلك فى أعقاب قيام ثورة 25 يناير .



وتأتى تلك المشاكل بعد قيام الشركة بتغيير استراتيجيتها خلال الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى استقالة مالك الشركة نجيب ساويرس فى 25 أكتوبر الماضى، تبعه خالد بشارة وهو ما أثار الشكوك حول الخلافات الحادة داخل  مجلس الادارة .



وتطفو على السطح العديد من المشاكل يعد أبرزها الخسائر التى منيت بها فى نتائج أعمالها خلال الربع الأول والتى بلغت نسبتها  95% ، حيث حققت  صافى ربح  بلغ 93.367 مليون جنيه، مقابل 1.982 مليار جنيه فى الربع الثالث من العام الماضى.



ومن المقرر أن تشهد "أوراسكوم تليكوم" عملية تقسيم، ينتظر أن تكون على شركتين، وذلك بعد عملية الاستحواذ على جزء من أسهمها من قبل شركة  "فليمبكوم الروسية".



وقال أسامة صالح، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الإجراءات التى اتبعتها الهيئة فى عملية تقسيم "أوراسكوم تليكوم القابضة" قانونية، ولم تخرج عن الإجراءات المتبعة فى هذه الحالات.



وأشار صالح إلى أنه فى حال صدور حكم من المحكمة ببطلان اجراءات التقسيم فى الدعوى المرفوعة من المستثمرين ضد قرارات عمومية تليكوم والخاصة بإقرار التقسيم لشركتين، ستقوم الهيئة العامة للاستثمار باتخاذ الاجراءات القانونية والطعن على حكم المحكمة .



وفى نفس السياق، أكد د.اشرف الشرقاوى رئيس الرقابة المالية فى تصريحات سابقة، أن عملية التقسيم تخضع لإشراف الهيئة العامة للاستثمار وليس من دور الرقابة المالية.



وكانت الشركة قد عدلت مجلس ادارتها فى 25 أكتوبر الماضى ليصبح  خالد جلال جرجس بشارة، رئيس مجلس الإدارة التنفيذى، بدلاً من نجيب ساويرس وكذلك تولى أحمد أبو دومة، منصب عضو مجلس الإدارة المنتدب، وعماد شوقى فريد عضو مجلس الإدارة التنفيذى .



ويعد خالد بشارة أشهر وأصغر رجل أعمال فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث ارتبط اسمه بجدل واسع أثاره منذ دخوله عالم الكمبيوتر والانترنت، وذلك مع تدشينه شركته الخاصة "لينك دوت نت" بالسوق عام 2000.



وما بين نجاح باهر يحسد عليه ومواقف عصيبة لا يحسد عليها، يبقى المهندس خالد بشارة حالة فريدة، فعلى الرغم من عمره الذى لم يتجاوز بعد السابعة والثلاثين، فقد اختاره المهندس نجيب ساويرس ـ رجل الأعمال المصرى الأشهر ورئيس مجلس ادارة مجموعة اوراسكوم تليكوم ـ مديرًا لقطاع الاتصالات الثابتة وخدمات الانترنت بشركة ويند الإيطالية، بعد صفقة الاستحواذ الشهيرة التى تمت لصالح شركة "ويذر للاستثمار" بقيمة تجاوزت 17.2 مليار يورو.



وكان بشارة عضواً فى فريق العمل الذى أشرف على عملية الاستحواذ، وشارك فى وضع مخطط للتطوير والنهوض باقتصادات شركة ويند، ليكون بذلك أول مصرى وعربى يعمل فى هذا المنصب الحساس بشركة اتصالات أوروبية.



ولد خالد بشارة فى يوليو 1971، وحصل على من الجامعة الأمريكية بالقاهرة على شهادة التخصص فى علوم هندسة الحاسب الآلى عام 1993، ليحصل بعد ذلك على مجموعة من دراسات إدارة الإعمال المتطورة من جامعة ستانفورد والمعهد الاميركى للمصارف والتمويل.



لم يجد بشارة معاناة تذكر فى الالتحاق بشركة "مايكروبلاس" عام 1993 للعمل بها بعد تخرجه، ولكن مع بدء الحكومة المصرية فى منح تراخيص للشركات الخاصة لتقديم خدمات الانترنت دشن مع مجموعة من الأصدقاء شركة "LINK Egypt" التى استحوذت فى ذلك الحين على شركة "مايكروبلاس" ويتجاوز رأسمالها مليون جنيه، وهو رقم كبير فى ذلك الوقت وتوزعت ملكيتها بين 12 مستثمرًا كان بشارة أحدهم.



ثم حدث التغير الكبير فى حياته سنة 1999 عندما طلب المهندس نجيب ساويرس مقابلته وبعض من المساهمين بشركة "link Egypt" من أجل شراء حصة فى الشركة، وبالفعل استحوذ على 51% منها .



ومع امتلاك أوراسكوم حصة فى شركة "In Touch" تقرر دمجها فى "link Egypt" لتتحول إلى كيان جديد عام 2000 تحت اسم "link dot net" التى حققت نجاحًا مبهرًا وتحولت فى فترة وجيزة لأكبر شركة انترنت فى المنطقة العربية، ومازلت أحتفظ بمنصبى كرئيس لمجلس إدارتها حتى الآن.



ورغم أن بشارة لا يهوى العمل خارج مصر فإن المهندس ساويرس أقنعه بالتوجه إلى أوروبا لاكتساب مزيد من الخبرات بالعمل فى ايطاليا وقبل التحدي، وتمكن من تحويل خسائر شركة "ويند" الايطالية إلى أرباح، فى الوقت الذى كانت فكرة وجود استثمارات عربية فى اوروبا مثار استخفاف فى مجتمع غربى مثل ايطاليا .



 





جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي