"مهرجان الظفرة" يتألق في يومه الثالث على التوالي

 


لليوم الثالث لـ"مهرجان الظفرة"، يتوافد الزوار من كل الإمارات ومنطقة الخليج العربي، بحثاً عن كل ما هو جديد من فعاليات ومسابقات وأنشطة، تتيح لهم فرصاً أكثر للاحتفال بتراث الإمارات الأصيل، حيث تتضمن الدورة الثانية عشرة للمهرجان العديد من الخيارات أمام الزوار والعائلات والمشاركين والمتسابقين والرعاة الكرام، لقضاء أجمل الأوقات والاستمتاع بكل ما يزخر به المهرجان من أحداث.


 


وحرصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية - أبوظبي، على تقديم العديد من الفعاليات الجديدة، والمسابقات التعليمية والترفيهية، والجوائز القيّمة، والبرامج المتنوعة التي تمتد لأكثر من أسبوعين ، وذلك لما يتمتع به "مهرجان الظفرة" من مكانة مرموقة، فهو من أبرز المهرجانات ضمن التقويم السنوي للأحداث والمناسبات في الإمارات والمنطقة العربية، يرعاه محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.


 


شهد فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي، تتويج الفائزين في مزاينة الإبل في مهرجان الظفرة، وذلك في أشواط فئة اللقايا للمحليات والمجاهيم، بحضور عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة وعد من ملاك الإبل.


 


 واسفرت نتائج أشواط فئة المجاهيم عن فوز "العسرة " في شوط لقايا / تلاد / عام لمالكها حمد عبيد حمد عفصان المنصوري  بالمركز الأول،  و" عوايد " لمبارك سيف العضب المنصوري بالمركز الثاني، بينما جاء في المركز الثالث  " وحيدة " لفهيد بن محمد بن حمد الهواشله الدوسري،  والرابع  " العشواء " لمحمد العوضي يحيي المنهالي،  والخامس " صدامه " لعلي بن سالم بن علي العرجاني.


 


وفي الشوط الرئيسي – لقايا  / تلاد عام، جاء في المركز الأول  " الفاهيه " للمجمول سالم المجمول الدوسري،  والثاني "  الشيخه لسالم محمد مسلم جوعان العامري، والثالث  " طناخه " لمبارك ناصر راشد مانع المنصوري، والرابع " سليمة " لسعد بن مسفر بن حسين بن قويد الدوسري،  والخامس " رهيبه " لعبيد العوضي حريك المنهالي.


 


وفي شوط اللقايا  / شرايا مفتوح (يسمح للشركاء، اسفرت النتائج عن فوز " هزامه " لحمد علي عبدالله مبارك المنصوري  بالمركز الأول وجاءت في المركز الثاني  " عزوه " لحمد جابر حمد جرود المري والثالث "خوه " لراشد بن محمد بن راشد الطراق الهاجري  والرابع " القعوده " لعلي محمد علي راشد الحساني  والخامس " الرهيبه " لعوض عبدالله ناجي عايض المنهالي


 


وفي الشوط الرئيسي مفتوح – لقايا / شرايا، اسفرت النتائج عن فوز " مهيوبه " لعبدالعزيز عبدالرحمن مهناء المهناء بالمركز الأول، وفي المركز الثاني جاءت " بطولة " لخلفان محسن حميد حفيظ المزروعي،  والثالث "نوايا " لمبارك سهيل محمد كردوس العامري، والرابع  " الزعيمه " لكرامه هادف ضحيان المنهالي،  والخامس "احتياط " لسالم محسن حميد حفيظ  المزروعي.


 


سجلت أشواط فئة المحليات في مزاينة الإبل تقدم "عزايم " لمالكها الشيخ سيف بن خليفة بن سيف بن محمد آل نهيان بالمركز الأول، في نتائج شوط لقايا رئيسي لأصحاب السمو الشيوخ، بينما جاءت في المركز الثاني  " الظبي " لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وفي المركز الثالث جاءت  " اشواق "  لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وفي المركز الرابع جاءت " ريتاج "  للشيخ محمد بن خليفة بن سيف بن محمد آل نهيان، وفي المركز الخامس جاءت " الذهيبة "  للشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان


 


واسفرت نتائج منافسات شوط لقايا رئيسي شرايا لأبناء القبائل عام  عن فوز  " نو" لسالم ناصر سالم صقر المنصوري بالمركز الأول، و" الذخيرة " لحمد محمد مبارك سعيد الاحبابي بالمركز الثاني، و "عوايد" لحسين حسن علي سعيد المحرمي بالمركز الثالث، بينما جاءت في المركز الرابع  " رهيبة " لسهيل مبارك محمد عنوده العامري، وفي المركز الخامس "ذخاير" لهادي مسعود مهدي هطيل الاحبابي، والسادس " وزن "  لسليم بخيت النوه احمد المنهالي، والسابع " بطولة " لمحمد سالم سهيل طاهي الراشدي، والثامن "فدى" لمحمد حاكم مبخوت عبدالله المنهالي، والتاسع " مياسة " لسعيد أحمد سالم العامري، والعاشر " ريمة " لحمد حمد محمد أحمد المنهالي


 


يخصص جناح "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية"، راعي التواصل المجتمعي في "مهرجان الظفرة"، ركناً خاصاً احتفاءاً بعام زايد، حيث يعرض الركن جدارية لمجموعة صور للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، خلال لقاءاته بكبار المسؤولين داخل وخارج الدولة، منها مع جلالة الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، في زيارتها إلى أبوظبي في عام 1979، وعمله الوطني الدؤوب في سبيل رفعة الدولة ونجاح تجربة الاتحاد في مرحلة التأسيس، كما تظهره الصور، رحمه الله، في جولاته الميدانية في أرجاء الوطن، ولقاءاته بالمواطنين والمسؤولين في ميادين العمل واهتماماته التراثية، وبشكل خاص تربية الصقور والعناية بها وهو الصقار الأول وحامي البيئة، حيث يبدو في إحدى الصور وهو يحتضن الورد ويروي النبات ويعاملها معاملة الوالد الحنون، كذلك اهتمامه بالنخلة، الشجرة المباركة، وبالزراعة والأزهار وتخضير الصحراء بشكل عام، وهو القائل: "أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة".


 


ويُبرز القائمون على الجناح جهود المؤسسة في تعزيز القدرات البشرية، حيث يبلغ عدد موظفي المؤسسة وشركاتها الأربع التابعة أكثر من 2800 موظف، 60% تبلغ نسبة الإماراتيين، و20% من الوظائف تتقلدها المرأة. كما يؤكد القائمون على الجناح قيمة التسامح الراسخة في البيئة المؤسسية، والتي هي عنوان العام القادم في الدولة، حيث يبلغ عدد الجنسيات العاملة فيها أكثر من 40 جنسية. ويسلطون الضوء على تعزيز القدرات المهنية الاحترافية، حيث يبلغ عدد مشغلي المفاعلات 220 موظفاً. كما يُبرزون الجانب الاستثماري في الشباب من أبناء الوطن، إذ يكشفون عن استفادة أكثر من 500 طالب وطالبة من برنامج المنح الدراسية الخاص بالمؤسسة.


 


ويكشف الجناح نسبة الإنجاز في أعمال محطات الطاقة النووية في "براكة"، حيث اكتملت الإنشاءات في المحطة الأولى، بينما بلغت نسبة الإنجاز في المحطة الثانية 94%، وفي المحطة الثالثة 86%، أما المحطة الرابعة فبلغت نسبة الإنجاز فيها 78%.


 


كما يعرض الجناح مجموعة القيم المؤسسية الست باللغتين العربية والإنجليزية، والتي تتلخص في تحمل المسؤولية والعمل الجماعي والسلامة والنزاهة والثقة والتميز. حيث تعني المسؤولية إدراك مدى المسؤوليات والصلاحيات الفردية، وتحمل مسؤوليات الأعمال الموكلة وتأديتها على درجة عالية من الجودة في الوقت المناسب مع الحفاظ على السلامة، بينما يتمثل العمل الجماعي في التواصل بشفافية مطلقة مع الثقافات المختلفة، وكافة الجهات الأخرى والتعاون معها سعيًا لأفضل النتائج، أما السلامة فتعني جعل سلامة الموظفين والمجتمع والبيئة على رأس الأولويات في كافة الأوقات، والسعي دائماً إلى تعزيز سلوكيات السلامة الفردية. وتختص النزاهة بتثمين وتقدير الالتزامات والاتفاقيات، والاستماع لآراء الآخرين وتجاربهم وتقاليدهم واحترام الآخر، وتحمل مسؤولية الأعمال، وعدم القبول بالتمييز أو المضايقة. وتؤكد قيمة الثقة على تعزيز الثقة ببرنامج المؤسسة من خلال الالتزام بمعايير قطاع الطاقة النووية، وتطبيق القيم والوفاء بالالتزامات والتواصل بشفافية مع الزملاء والشركاء والمجتمع. ويتمثل التميز في السعي لتحقيقه من خلال التحسين المستمر لأداء المشاريع والبرامج والعمليات، مما يؤدي لزيادة الفاعلية والكفاءة من أجل تحقيق نتائج متميزة ومستدامة.


 


كما يقدّم الجناح المُقام باسم المؤسسة وشركتيها التابعتين شركة "نواة للطاقة" وشركة "براكة الأولى"، مجسماً ورسما إنشائياً لمشروع محطات براكة النووية التي تقع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، والتي ستوفر مفاعلاتها المتقدمة الأربعة (APR1400) للطاقة النووية، نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام لها. وقد بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة في يوليو 2012، بعد الحصول على الرخصة الإنشائية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة – أبوظبي. وسيؤدي هذا المشروع دوراً أساسياً في تنويع مصادر الطاقة في الدولة، وسيوفر كمية كبيرة من الطاقة للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية، مع تقليلها للبصمة الكربونية في الدولة. وبعد التشغيل التام لمحطة "براكة"، من المتوقع أن تحدّ من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 21 مليون طن سنوياً، والتي تعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات.


 


انطلقت صباح أمس الأربعاء، منافسات مسابقة الصيد بالصقور المقامة ضمن فعاليات "مهرجان الظفرة"، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من عشاق هذه الرياضة التراثية التي تمتد إلى مئات السنين. وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على وضع كافة القوانين واللوائح التي تضمن نزاهة المنافسة والشفافية بين المتنافسين، وأسهمت في توفير نشاطات كافية لجميع الصقارين، ومنحت الجميع فرصة مزاولة هواياتهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد.


 


وتعتبر رياضة الصيد بالصقور من الهوايات التي ارتبط بها أهل الخليج العربي منذ القدم، فالعائد إلى تاريخ المنطقة، يجد علاقة وثيقة ارتبط فيها المجتمع مع الصقر، وشكل الصيد حرفة العيش لديهم، وهذا ما عرفته الكثير من الثقافات الجبلية والصحراوية.


 


وظلت صورة الصقر تأخذ تحولاتها ورمزيتها في المجتمع الإماراتي حتى باتت صورة على العملة النقدية، وشعاراً للعديد من مؤسسات الدولة، وعلامة للكثير من المنتجات التجارية، وكأن الصقر بذلك صار هوية البلد بأكملها، وحمّال الخصال التي يتحلى بها أهله.


 


وأشار عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع باللجنة، إلى النجاح الملفت الذي حققه مهرجان الظفرة في إحياء الهوايات التراثية التي تجذب اهتمام الشباب من عشاق التراث سواءاً من داخل الدولة أو خارجها. "وضعت اللجنة المنظمة المعايير اللازمة لضمان انتشار الهوايات التراثية وفق المعايير البيئية، وفي مقدمة ذلك استخدام الصقور المهجنة كبديل عن صقور البرية للحفاظ عليها وحمايتها".


 


وتعد "الصيحة" أو مناداة الإبل بأسمائها، من الأساليب المتعارف عليها في مزايين الإبل، حيث يقف كل صاحب ناقة مشاركة في المسابقة وينادي على ناقته لتحفيزها وحثها على رفع رأسها لتظهر مواطن جمالها وسط وصيفاتها من الإبل المشاركة، وأمام لجنة التحكيم.


 


فما أن تتقدّم الإبل المشاركة في منافسات مزاينة الإبل بـ "مهرجان الظفرة" حتى تتعالى صيحات الملاك من مختلف أركان المنصة، ورغم تمازج الأصوات واختلاف المسميات، إلا أن كل ناقة تستطيع أن تميز صوت صاحبها، فتطلق صوتها وترفع رأسها بشموخ، وكأنها تقول لصاحبها "أنا سعيدة لأنك تتابعني عن كثب".


 


وقال سالمين مبارك العامري،  أحد ملاك الإبل: "إن أسلوب "الصيحة"، أو مناداة الإبل بأسمائها من خارج أسوار موقع التحكيم،  يلفت انتباهها وهي في حالة الخمول والكسل خافضةً رأسها ولا شيء واضح من معالم جمالها، ما يحفزها على النشاط، حيث ترفع رأسها بحثاً عن صاحبها، فتبرز جمالها أمام لجنة التحكيم، ويضمن بالتالي حصولها على جميع نقاط الجمال الموجودة لديها".


 


وأكد السيد حمد المري من السعودية (مالك إبل)، أن "كل ناقة تعرف صوت صاحبها، وتميزه وسط هذا الكم من الأصوات والأسماء، ورغم أن أصوات المشاركين تتعالى من خارج أسوار موقع التحكيم، كل ينادي على ناقته فتختلط الكلمات وتختلط الحروف ببعضها، ويكاد الجمهور لا يميز الأسماء التي يناديها الملاك على إبلهم، فهذا يصيح بشكل متقطع، وآخر يصدر أصواتاً غير واضحة، وثالث يصدر صفيراً مصحوباً باسم ناقته وأصوات مختلفة، وكلمات متداخلة موجهة نحو إبله، إلا أن الناقة ترفع رأسها وترد على صاحبها بصوت جهور".


 


وتتميز الإبل بعدد من الخصال والصفات الأخرى، منها قوة الذاكرة حيث تستطيع العودة إلى موطنها الأصلي بكل يسر وسهولة حتى لو بعد مرور سنوات. ومن غرائب الإبل أن صغيرها يستطيع العودة إلى آخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه. كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة أماكن تجمعات المياه أو نزول الأمطار والأراضي المعشبة، لما تتمتع به من حاسة شم قوية.


 


خدمات بيطرية وعلاجية مجانية للإبل المشاركة في المهرجان


 


تحرص لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي على توفير مجموعة متميزة من الخدمات لملاك الإبل المشاركين  في "مهرجان الظفرة"، ومنها الخدمات البيطرية للإبل المشاركة، حيث يقدم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية باقة من الخدمات الوقائية والعلاجية للإبل المتواجدة على أرض الحدث.


 


وحرص الجهاز على تخصيص عيادة بيطرية متنقلة خاصة بالمهرجان، للتأكد من سلامة الإبل المشاركة وضمان عدم إصابتها بمرض "بروسيلا" البكتيري المعدي، والتواصل طوال فترة المهرجان مع المشاركين من أصحاب العزب والمربين، لتزويدهم بخدمات العيادة البيطرية المتنقلة التي يتم فيها إجراء الفحوص البيطرية، والتحاليل المخبرية للحيوانات في العزب، وتقديم الوصفات العلاجية وصرف الأدوية لمحتاجيها.


 


ويتضمن المكان عيادة بيطرية متنقلة ومختبراً على أرض الموقع، من أجل سهولة إتمام الإجراءات وسرعة الانتقال إلى أية منطقة يمكن أن تكون فيها حاجة للخدمات البيطرية. وتضم العيادة فريق عمل محترف يتكون من عدد من الأطباء الإداريين والعمال والممرضين، يساعدون في تقديم كل أنواع الأدوية الوقائية والعلاجية التي تحتاج إليها الإبل في حال تعرضها لأي طارئ صحي. كما تقوم العيادة بتوفير معلومات إرشادية وتوعوية لأصحاب الإبل، لتمكنهم من العناية بها بشكل صحي وسليم.


 


تأتي مسابقة اللبن الحامض هذا العام ضمن فعاليات "مهرجان الظفرة" الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، لما للبن الحامض من قيمة معنوية لدى أهل منطقة الظفرة خاصة ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، وذلك ضمن موروث المواد الغذائية المألوفة وطعام سكان البر والصحراء قديماً.


 


وتهدف المسابقة إلى تعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي، وتثقيف الشباب حول عملية تحويل الحليب إلى لبن حامض أو رائب، لحفظه من التلف في الوقت الذي لم تكن تتوفر الكهرباء والبرادات، ثم تحول بعد فترة لمنتجات جامدة، أو ما يسمى في بعض الدول العربية بالـ "جميد"، مثل "الإقط" أو "اليقط" أو "الشنكليش".


 


وقال عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة: "إن هذه المسابقة تمثل صورة جميلة باقية لنا من زمن الأجداد، نستمتع بها نحن أبناء الإمارات، بخاصة وأنّ اللبن الحامض كان منذ القدم من أهم المواد الغذائية لدى الآباء والأجداد، يتناولونه إلى جانب التمر ليمنحهم مذاقاً رائعاً، كما عمدوا إلى استخدامه في تحضير اللبنة والقشدة والسمن وغيرها".


 


وأضاف المزروعي "أنّ لكل أمة تراث وماض جميل تفتخر به، والأمة الحية هي الأمة التي تعتز بتراثها وعاداتها وتقاليدها على اعتبار أن ذلك التراث وتلك العادات جزء أساسي من مكونات تاريخها وحضارتها وهويتها، وهي التي توثق وتكشف عن عراقة هذه الأمة. كما أنها تشكل وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والقادمة، وهمزة وصل بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد، وتحافظ على هويتهم".


 


وتتجول في السوق الشعبي الذي تشيده إدارة "مهرجان الظفرة" في شهر ديسمبر من كل عام. يعبق المكان برائحة التراث الإماراتي، يتعطر بالبخور والعود والأعشاب والصابون، وتزينه الثياب التقليدية الجميلة، ويتجمهر الناس للاستمتاع بالأكلات الشعبية الشهية.


 


تجلس السيدة "سلمى هلال الناصري" في متجرها الذي تفخر بوضع بضاعتها فيه، من وصفات وخلطات تستخدم فيها أعشاباً ومواد طبيعية، وتجهزها في معملها المنزلي الصغير، حيث تشارك من خلالها في المهرجان للمرة العاشرة على التوالي، وذلك بهدف توعية الجمهور وتقديم العلاجات الطبيعية لهم.


 


"المطببة الإماراتية"، تمارس المهنة بالخبرة والمعرفة والتجربة الذاتية، هي مهنتها ومصدر رزقها الذي ورثته عن جدتها وأمها، حيث كان الآباء والأمهات يمارسون علاج الأبناء والأحفاد، ولكن في حدود ضيقة، مع احتفاظهم بأنواع معينة من النباتات والأعشاب الطبية وبعض المركبات التي يستخدمونها وقت الحاجة.


 


تولي الناصري اهتماماً كبيراً بالحضور، تقول: "يشهد المهرجان هذا العام إقبالاً كبيراً، ويسعدني شخصياً أن أشهد ازدياد الأعداد التي ترغب بمعرفة المزيد حول التداوي بالأعشاب، والأمراض التي يمكن علاجها بها".


 


من الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب إلى المواد الغذائية "السمانة"، حيث يمكنك الاستمتاع بالمنتجات الفلسطينية في متجر والد "أصالة العرب غنيمات"، الطالبة التي تساعد أباها في بيع زيت الزيتون والأجبان والألبان والزعتر.. إلخ، وتقدم لزبائنها من رواد "مهرجان الظفرة"، شرحاً وافياً لتاريخ تلك المنتجات وقيمتها الغذائية العالية.


 


تقول غنيمات: "نشارك للمرة الأولى في المهرجان، ونحن سعداء جداً بأن نكون جزءاً من هذا الحدث المهم، ونتمنى أن تكون مشاركتنا إضافة للسوق الشعبي الذي يتزين هذا العام بالتراث الإماراتي الأصيل".


 


انتقلنا إلى متجر السيدة مريم مطر "مزايا"، جذبتنا إليه الروائح العطرة للبخور والعطور الذي تصنعه في معملها المنزلي. بدأت حكايتها مع صناعة البخور ومزج العطور منذ أكثر من 10 سنوات، تعلمت خلالها كيفية مزج أصناف العطور والمسك ودهن العود.


 


قديماً، كانت السيدات يجمعن أعواد وفتات خشب العود قبل دقها وطحنها ومزجها بالسكر ليزيد تماسكها، وإضافة العطورات لتكوين الخلطة. واليوم يتفنن في شراء أجود أنواع سحال العود ويمزجنها مع العطور الفرنسية والعربية ويضعن لمساتهن الخاصة التي تمثل عصارة خبرة سنوات لينتجن روائح مميزة. "لقد تطورت أنواع البخور الذي ما يزال يميز البيت الإماراتي ويعطر أركانه. وأصبح بإمكان المرأة تحضير حاجتها من البخور والعطور، حيث أعمل على تجميعه وتحضيره من خلطات عديدة تحمل كل واحدة منها اسماً خاصاً، كما أدخلت شخصياً مواد جديدة ذات جودة عالية، لتحمل عطوري عنوان التميز والإبداع".


 


وتحرص مطر على المشاركة في "مهرجان الظفرة"، حيث ينتظرها زبائنها في منطقة الظفرة، والقادمين من شتى أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، والدول المجاورة. "المنتجات تلقى إقبالاً كبيراً، وكل يوم تزداد ثقة الزبائن بجودتها العالية".


 


  


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي