في تطور جديد في الحرب السورية المستمرة منذ 7 أعوام، دخلت قوات موالية للحكومة السورية منطقة عفرين في شمال غرب سوريا أمس، لمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية على التصدي لهجوم تركي الأمر الذي يثير احتمال اتساع نطاق الصراع.
وبعد قليل من وصول قافلة المقاتلين وهم يلوحون بأعلام سورية ويشهرون الأسلحة إلى عفرين أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بأن تركيا استهدفتهم بنيران المدفعية.
ويضع ذلك الجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه في مواجهة مباشرة مع التحالف العسكري الذي يدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي يزيد من تعقيد ساحة القتال الفوضوية بالفعل في شمال غرب سوريا.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القافلة بأنها مؤلفة من "إرهابيين" تحركوا بشكل مستقل. وقال إن نيران المدفعية التركية أجبرتهم على التراجع رغم نفي الجماعة الكردية ذلك.
وقال قائد في التحالف العسكري المؤيد للأسد إن القوات تراجعت بعد تعرضها لإطلاق النار ثم استأنفت تقدمها وهي الآن في عفرين.
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد عرض لقطات في وقت سابق تظهر مجموعة من المقاتلين وهم يعبرون نقطة تفتيش تحمل شعار قوات الأمن الكردية وردد بعضهم هتاف "سوريا واحدة" قبل دخول المنطقة.
وتهدف الحملة التركية التي بدأت قبل شهر إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تراها أنقرة خطرا أمنيا كبيرا على حدودها من عفرين.
من ناحية أخرى قصفت القوات الموالية للحكومة السورية منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، أمس، في تصعيد لأعمال العنف أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه أودى بحياة ما لا يقل عن 250 شخصا منذ الأحد الماضي.
وذكر المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا أن هذا أكبر عدد من القتلى يسقط في يومين منذ هجوم كيماوي في 2013 على المنطقة المحاصرة، وهي آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق. وقال إن 106 أشخاص قتلوا في القصف أمس.
وأطلقت الضربات الجوية والصاروخية والقصف المدفعي شرارة حملة إدانة دولية. ووصفت فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن، القصف الحكومي بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
ولم يرد تعقيب بعد من الجيش السوري. وتقول دمشق إنها لا تستهدف سوى المقاتلين.
والعنف في الغوطة الشرقية جزء من تصعيد أوسع على عدة جبهات في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية في وقت يسعى فيه الرئيس بشار الأسد لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو 7 سنوات والذي بدأ باحتجاجات حاشدة على حكمه.
وندد بانوس مومتزيس منسق الأمم المتحدة لشؤون سوريا أمس بقصف خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية وقال إن الهجمات المتعمدة على منشآت طبية "ربما تصل إلى جرائم الحرب".
|