44 مليار دولار أمريكي .. حجم سوق الحوسبة السحابية العالمي بحلول 2013

 

يخوض مديرو تقنية المعلومات والرؤساء التنفيذيون في جميع الشركات الكبيرة والصغيرة حول العالم غمار تحول جذري إلى "الحوسبة السحابية"، التى تعد بالنسبة للمبتدئين مصدراً لتوفير موارد تقنية المعلومات وبموجبها يدفع المستخدم مقابل ما يستخدمه من هذه الموارد، وتستفيد الشركات من مزودي الخدمات كطرف ثالث لتلبية احتياجاتها الحوسبية من عناوين بروتوكولات الإنترنت المتاحة للعموم.
وتُعرّف "جارتنر"، شركة الأبحاث والاستشارات العالمية الرائدة في قطاع تقنية المعلومات، "الحوسبة السحابية" بأنها "أحد أنماط الحوسبة التي تتيح للعديد من العملاء الخارجين فرصة الحصول على إمكانات وخدمات حاسوبية ضخمة عبر استخدام تقنيات الإنترنت".
وتعد الحوسبة السحابية" إحدى مجالات الأعمال التي تنطوي على فرص نمو ضخمة حيث تتوقع "مؤسسة البيانات العالمية" (IDC) أن يصل حجم سوقها العالمي إلى 44 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2013، بينما تشير التقديرات إلى أن حجم الإنفاق العالمي على تقنياتها وأجهزتها وبرمجياتها الحوسبة بلغ نحو 17 مليار دولار أمريكي عام 2009.
وتسهم تغيرات الاقتصاد العالمي إلى حد كبير في تنامي الاهتمام الحالي بالحوسبة السحابية التي تعد خياراً نموذجياً للشركات الساعية إلى الحفاظ على بيئة تنافسية لتقنية المعلومات مع استمرار هذه الشركات بالبحث عن بدائل تتيح لها تحسين كفاءة مواردها ومضاعفة إنتاجيتها.
ونظراً للاهتمام الهائل بعالم التقنيات، يشهد "أسبوع جيتكس للتقنية" إطلاق الدورة الأولى لـ "مؤتمر جيتكس للحوسبة السحابية" الذي يهدف إلى توفير منصة خاصة تتيح للشركات العالمية مناقشة فرصها ومزاياها، وسيركز " المؤتمر على دور هذه التقنية المبتكرة في بلورة مستقبل قطاع تقنية المعلومات في الشرق الأوسط، كما سيسلط الضوء على الشركات التي تتصدر نماذج أعمال الحوسبة السحابية من خلال التعليم، وإمداد البائعين، والتعاون لاستعراض وبحث ومقارنة التقنيات المتاحة في السوق.
وفي الوقت الذي تنطوي فيه الحوسبة السحابية على طيف واسع من الموارد ابتداءً بالشبكات، ووصولاً إلى تطبيقات التخزين والخدمات، فإن إمكانية توفير موارد وخدمات تقنية المعلومات عند الطلب تعد واحدةً من أهم مزاياها، فضلاً عن اعتمادها مبدأ الدفع لقاء ما يتم استخدامه.
وقد حدد المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا "نيست"، في ضوء تعريفه للحوسبة السحابية، ثلاثة نماذج هي السحابة الخاصة وفي هذه الحالة، تستخدم المجموعات الداخلية -مثل وحدات الأعمال- الموارد والخدمات التي يوفرها مزود داخلي أو خارجي واحد، والثانية هى السحابة العامة وتكون فيها خدمات السحابة وبنيتها التحتية متاحة لجمهور العامة. ومن الأمثلة على السحابات العامة: "أمازون"، و"محرك تطبيقات جوجل"، و"مايكروسوفت أزور"، وهي مستخدمة على نطاق واسع من قبل العملاء والشركات الصغيرة عبر المتصفحات الالكترونية والأجهزة المتحركة.
أما النوع الثالث هو السحابة "الهجينة" وفيها يمكن للبنية التحتية للسحابة أن تكون مزيجاً من السحابتين الخاصة والعامة، حيث تختار الشركات أيهما الأفضل لها في تلبية متطلبات تقنيات المعلومات التي تحتاجها.
وبينما تنفتح شركات الشرق الأوسط حاليًا على جميع الإمكانات التي تتيحها لها الحوسبة السحابية فإن بحثا أجرته شركة "بروكيد" يظهر أن 40% من هذه الشركات يتوقع لها أن تبدأ بالتخطيط والانتقال إلى أحد نماذج الحوسبة السحابية في غضون العامين القادمين، ولعل أبرز العوامل التي تقف وراء ذلك هو قدرة هذه التقنية على خفض التكلفة وتحسين كفاءة العمل، وتعزيز مرونته.
وكغيرها من التقنيات التحولية، ستستغرق شركات الشرق الأوسط بعض الوقت للانتقال الكامل إلى الحوسبة السحابية، ومع ذلك، فإنه من المتوقع لتبني هذه التقنية أن يتسارع الانتقال إليها خلال السنوات القليلة المقبلة في ظل اعتماد العديد من الشركات حلولاً ترتكز عليها، وبرغم التساؤلات التي قد تثيرها فإن هذه التقنية ستغدو قريباً جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في الشركات.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي