قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية ان الاثار الفرعونية فى مصر تتعرض الان لاخطار كبيرة فى السنوات الست الاخيرة.
وكشفت الصحيفة فى تحقيق مفصل ؛ ان المواقع الاثرية المصرية تتعرض لاهمال فى الترميمات والحفريات بسبب نقص التمويل وسوء الحالة الاقتصادية لقطاع السياحة والاثار بعد ثورة 25 يناير وعزل الرئيس محمد مرسي فى يونيو 2013.
واشار التقرير " مع اقتصاد هش بعد سنوات من الاضطراب وتراجعا كبيرا في أعداد السياح، تكافح الحكومة المصرية للحفاظ على التراث الأثري الأسطوري" فمن الاسكندرية شمالا الى الجيزة حيث هرم خوفو اخر عاجئب الدنيا السبع الى اسوان جنوبا ؛تعتبر مصر موطن للمعالم الاثرية الرائعة.
واضاف ؛لسنوات عديدة استطاعت المواقع الاثرية الاعتماد على عائدات السياح لتمويل صيانتها ؛لكن منذ يناير 2011 تناقص عدد الزائرين مما ادى الى تراجع حاد فى العائدات وسبب خسائر كبيرة.
ونقلت الصحيفة قول وزير السياحة خالد العناني "منذ 2011 وعائدات السياحة والاثار متدهورة جدا مما أثر على حالة الاثار المصرية ؛فمن 15 مليون زائر عام 2010 تقلص عدد السياح ليصبح 3.6 مليون زائر عام 2015".
واشارت ؛مع الاضطرابات السياسية بعد الاطاحة بالرئيس الاسبق حسنى مبارك 2011الى هجمات الجهاديين التى اعقبت عزل الرئيس محمد محمد مرسي فى 2013 ،كل ذلك جعل العديد من السياح يعزفون عن زيارة البلاد.
ويذكر ان عائدات المناطق الاثرية قد تقلصت من 220 مليون دولار عام 2010 الى 38 مليون دولار عام2015 .
وعلقت الدكتورة قايزة هيكل استاذ علم المصريات بالجماعة الامريكية على الوضع الحالى بانه مأساة .
ونقلت الصحيفة تصريحات زاهي حواس وزير الاثار الاسبق "التراث الاثري لمصر عانى بالسوات الاخيرة؛فمع قلة التمويل لا تستطيع ترميم اى شيء ،انظر الى المتحف المصري بالتحرير انه مظلم واضاف حواس ؛انت لا تملك ان تطلب من الحكومة ان تدعمك فالاقتصاد ليس على مايرام.الاثار تتدهور فى كل مكان".
وتشير ارقام وزارة الاثار ان قطاع الاثار المصري يعمل به 38 الف موظف من عمال وفنيين ومفتشين وباحثين.والحكومة تعتمد على الاعانات الخارجية منذ الاطحاة بحكم الرئيس مرسي ثم قامت مؤخرا بتعويم الجنيه كجزء من برنامج الاصلاح الاقتصادى عقب القرض التى ابرمته الحكومة مع صندوق النقد الدولي مؤخرا.وتعد السياحة قطاع مهم الان لانعاش الاقتصاد المصري لانه المصدر الاكبر للعملة الاجنبية.
حتى اشعار اخر يحاول الوزير خال العناني تدارك الامور "نقوم بأنشطة اضافية لزيادة الايرادات ،فالمتحف المصري الان مفتوح ليلا وبطاقات العضوية السنوية متاحة لتشجيع المصريين على زيارة المواقع".
الرعاة والبعثات الاثرية تساهم فى الحفاظ على التراث المصري لكن التمويل لا يغطي كل شيء ؛فتوضح الدكتورة فايزة هيكل ذلك "القليل من التمويل يذهب للترميمات فى حين هناك العديد من الحفريات قد توقفت بسبب قلة التمويل .واضاف ؛الحفريات انتظرت 5000سنة ويمكن ان نتظر اكثر لكن اعمال الترميمات المهمة توقفت".
واشارت هيكل "على اقل تقدير نحن نعرف ما يحتاج الى ترميمات وفعلنا القليل من اجل ان تبقى الاثار فى حالة جيدة".
ويسعى العنانى الى زيادة عدد المواقع الاثرية لجذب اكبر عدد من الزوار ؛فقام مؤخرا باعادة فتح مقبرة سيتي الاول ومقبرة نفرتاري بالاقصر ،بالاضافة الى اعادة فتح متحف ملاوي بالمنيا بعدما تعرض للنهب اثر الاحتجاجات التى وقعت عقب الاطاحة بالرئيس مرسي. بالاضافة الى ان المتحف المصري الكبير الذى يقع بالقرب من الاهرامات يجب ان يفتتح على الاقل فى 2018 ولو جزئيا.
وتتلقى الحكومة المصرية بعض من التمويلات الخاصة لبعض المشاريع التى ترعاها اليونسكو مثل معبد اليهود وكنيسة ابوميا فى الاسكندرية.
ولفتت الصحيفة الى النصائح التى يقدمها زاهى حواس للوزير العناني "الوزير بحاجة الى الكثير من الدعم والسلطات حتى يفكر خارج الاطار المحلي مثل اقامة المعارض فى الخارج ،فلماذ نترك مومياء توت عنخ امون فى متحف القاهرة المظلم يجب ان يخرج للعالم ،توت عنخ امون يستيطع جلب الاموال"