علاج السكري بالخلايا الجذعية قريبا

 


أعلنت شركة نوفو نورديسك السويدية، أكبر شركة مصنعة لأدوية وعلاجات مرض السكري في العالم، أنها قطعت أشواطاً طويلة في طريقها لإيجاد علاج شاف لمرض السكري من خلال تقنية نمو الخلايا الجذعية.


 


وأكد الرئيس التنفيذي للشركة لارس سورينسين في تصريح صحفي، أن الأبحاث على الخلايا الجذعية ستدخل مرحلة إجراء التجارب السريرية خلال خمس سنوات، وتستهدف هذه الأبحاث  شكلا من أشكال السكري الذي يهاجم النظام الدفاعي للجسم ويدمر الخلايا التي تنتج الإنسولين، الهرمون المسؤول عن تحويل سكر الدم إلى طاقة.


 


 


وجاهدت شركة نوفو لسنوات طويلة لإيجاد طريقة لإعادة الخلايا المنتجة للأنسولين في أجسام المرضى، وهي عملية ثورية فعالة لعلاج المرض الذي يصيب الملايين في كافة أنحاء العالم.


  


ووفقاً لمعهد الخلايا الجذعية في جامعة هارفارد الذي يضم أكثر من ألف عالم للمساعدة في تطوير العلاجات، فإن التقدم الأخير الذي أحرزته الشركة في علوم الخلايا الجذعية سيسهم  في التوصل إلى طرق جديدة لعلاج المرض.


 


وسيكون العلاج مكلفاً لكن أي نجاح يحققه سيمثل تحولاً كبيرا في شركة نوفو، التي ركزت طويلاً على الأدوية التي يتم حقن المرضى بها.


 


 وتقوم شركة نوفو بإنتاج علاج “تريسبا” و”فيكتوزا” الذي يحقق إقبالا كبيراً إذ يعتبر واحداً من الأدوية التي تعمل على تحفيز البنكرياس لإنتاج المزيد من هرمون الأنسولين.


 


الخلايا الدفاعية


من جهتها ، قالت شركة “فياسيتي” ومقرها في سان دييغو، في وقت سابق من هذا العام إن أولى صحة التجارب السريرية للعلاج بالخلايا الجذعية التي أجريت على المرضى الذين يعانون من نوع مرض السكري المزمن والمعروف بالنوع الأول، قد أظهرت نتائج إيجابية.


 


وحصلت الشركة في الوقت نفسه على حقوق تملك أصول وحدة “بيتا لوجكس” المملوكة من قبل شركة جونسون أند جونسون، التي تبني شراكة معها، في حين ستعلن “فياسيتي” عن تقدمها في هذا المجال مطلع العام المقبل.


 


وقادت الأبحاث التي كان يقودها البروفيسور دوجلاس ميلتون من جامعة هارفارد، إلى التوصل إلى اكتشاف طرق جديدة لإنتاج ملايين الخلايا المولدة لهرمون الأنسولين، بحسب ما صرحت به شركة “سيما” للأبحاث التي ساهم البروفيسور ميلتون في إنشائها.


 


بينما نشأت شراكة بين شركة سيما وفريق العمل على الخلايا الجذعية في جامعة هارفرد وغيرهما، للعمل على التخطيط لتجارب سريرية، وأول عملية لزرع الخلايا الجذعية التي من المنتظر أن يتم إجراؤها خلال الثلاث أو أربع سنوات المقبلة.


 


ويأمل العلماء في يوم من الأيام أن يتمكنوا من استعمال الخلايا الجذعية، وهي الخلايا الوليدة التي يمكنها أن تنمو على مختلف أنواع الأنسجة، لمعالجة الأمراض المستعصية، وأثبتت العلاجات الحالية تقدماً إيجابياً ملموساً في هذا المجال.


 


ومن  المتوقع أن يسهم القانون الذي قام بتوقيعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في تيسير مسار التجارب والسماح بتجديد العلاجات التي تستهدف الأمراض الخطيرة وتمكين وصولها إلى المرضى المحتاجين بشكل أسرع.


 


التجارب على الفئران


في ذات السياق، قالت مادز كروجسجارد المسؤولة العلمية في شركة نوفو في مقابلة أجريت معها الشهر الماضي في مقر الشركة في مدينة باجسفاريد في الدنمارك ، إن الشركة حققت “نجاحات كبيرة” خلال الأشهر الـ 12 الماضية في مجال أبحاث الخلايا الجذعية.


 


وقالت إن شركة نوفو أصبحت قادرة الآن على معالجة مرض السكري لدى فئران المختبر عن طريق استخدام خلايا جذعية جنينية تتطور إلى خلايا منتجة لهرمون الأنسولين، “ومع ذلك ما زال هناك شوط طويل يجب قطعه حتى نتمكن من إجراء هذه التجارب على البشر”.


 


ويشكل زرع الخلايا الجديدة في المرضى لتحل محل الخلايا المدمرة، التحدي الأكبر بسبب مقاومة الجهاز المناعي، وقالت الشركة إنها ما زالت تعمل مع شركائها للتوصل إلى تكنولوجيا تسهم  بتغليف الخلايا لحمايتها.


 


وبحسب ما قاله بعض المسؤولين في شركة نوفو، فإن أبحاث الخلايا الجذعية لن تستطيع هزيمة مرض السكري في وقت قريب، حيث أن هناك حاجة للمزيد من التجارب قد تستغرق من 5 إلى 10 سنوات أخرى، إضافة إلى التكلفة المرتفعة لإنتاج كميات استهلاكية، ومع مواجهة ضغط الأسعار في الولايات المتحدة، قالت شركة نوفو إنها قد تضطر لإنهاء برنامج انتاج أقراص الأنسولين التي يُنظر إليها باعتبارها “العلاج النهائي” لمرضى السكري.


 


لكن هذا الأمر لم يمنع الناس من المحاولة، بل على العكس، فإن أكثر اشكال مرض السكري غموضا مرتبط بالعديد من أسماء رجال الأعمال والأكاديميين، حيث تبرع الملياردير شون باركر الرئيس السابق لشركة فيسبوك، بمبلغ 10 ملايين دولار العام الماضي لإنشاء مركز للأبحاث في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو على أمل إيجاد علاج للمرض خلال خمس سنوات، بينما تعمل شركة “استرازينكا” لصناعة الأدوية مع فريق جامعة هارفارد للتوصل إلى علاج محتمل يساعد في إعادة نشاط الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين.


 


ووفقاً لمركز مراقبة الأمراض والوقاية الأمريكي، فإن حوالي 5% من مجموع 29.1 مليون من مرضى السكري الأمريكيين يعانون من “النوع الأول ” من المرض، ويبدأ هذا المرض عادة في سن الطفولة المبكرة والمراهقة، أو في مرحلة الشباب المبكر، والبقية يعانون من “النوع الثاني” من المرض الذي يسببه عجز البنكرياس عن انتاج كميات كافية من هرمون الأنسولين.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي