أداء المسؤولية الاجتماعية لشركة "مبادلة" يحدد مستقبل عملية الاندماج مع "آيبيك"

 


عمليات اندماج الشركات ذات الأداء العالي في المسؤولية الاجتماعية للشركات أقل عرضةً للفشل وفقاً لخبير الاستراتيجية لدى كلية لندن للأعمال


 


 وفقاً لبحث أكاديمي أجري مؤخراً، تكون الشركات التي تقوم بدمج متطلبات وتوقعات أصحاب المصلحة المتعددين ضمن نموذج واستراتيجية أعمالها، أكثر قدرة على القيام باستثمارات (مثل عمليات الاندماج) التي من شأنها تعزيز مستوى الربحية على المدى الطويل، وذلك وفقاً لخبير الاستراتيجية لدى “كلية لندن للأعمال”.


 


حيث جاء هذا التعليق عقب الاندماج الذي تم مؤخراً بين شركتي “مبادلة” و”آيبيك” - وهي عملية اندماج فريدة من نوعها تضم شركتين من شركات الاستثمار الحكومية.


 


ووفقاً للدكتو يوانيس ايوانو، البروفيسور في الاستراتيجية وريادة الأعمال لدى “كلية لندن للأعمال”، عندما تكون الجهة المالكة هي الحكومة نفسها - كما هو الحال بالنسبة لشركتي “مبادلة و”آيبيك” - قد تؤدي عملية الاندماج في النهاية إلى تعزيز إمكانية تحقيق الثروة وذلك على نفس المنوال الذي تتبعه الشركات في إيجاد القيمة لصالح المساهمين عبر عمليات الدمج والاستحواذ.


 


وأوضح الدكتور ايوانو: "يشكل اندماج الشركات قراراً استراتيجياً محورياً نظراً لما يترتب عليه من آثار هامة حول إمكانية توليد القيمة من الكيانين المندمجين غير أن عمليات الاندماج، تتضمن كذلك العديد من التحديات الصعبة المتمثلة في عملية تحقيق هذا الاندماج في الممارسة العملية".


 


وأضاف: "حين تكون معايير المسؤولية الاجتماعية للشركات مرتكزة على رؤية الشركة ورسالتها وقيمها الأساسية، فسوف ينشاً عن ذلك تحديات صعبة دون أدنى شك عند القيام بعملية الاندماج، وقد أشارت بحوث سابقة إلى أن أداء المسؤولية الاجتماعية للشركة التي تقوم بالاستحواذ يمثل أحد العوامل الحاسمة الرئيسية لأداء الاندماج الكلي وفي الواقع تعكس هذه المسألة مدى إمكانية إتمام العملية وهو ما نجده في حالة الاندماج التي جرت مؤخراً بين شركتي “مبادلة” و”آيبيك”".


 


وتابع الدكتور ايوانو، الذي تركز أبحاثه ودراساته على الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، موضحاً: "إننا ندرك أن المشترين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من أداء المسؤولية الاجتماعية للشركات يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل: حيث أنهم يحققون عائدات أكبر في سوق الأسهم عند الإعلان عن الاندماج مقارنةً مع المشترين الذين يمتلكون مستوى أدنى من أداء المسؤولية الاجتماعية للشركات. 


 


كما تتمتع الشركات ذات الأداء الأعلى في المسؤولية الاجتماعية للشركات بإمكانيات نمو أكبر فيما يتعلق بمستوى الأداء التشغيلي طويل الأجل لمرحلة ما بعد الاندماج، وفي الوقت نفسه تستغرق عمليات الاندماج التي تقوم بها هذه الشركات زمناً أقل لإتمام العملية، كما تكون أقل عرضةً للفشل مقارنةً بعمليات الاندماج للمستحوذين أصحاب الأداء الأقل في المسؤولية الاجتماعية للشركات".


 


ومن المؤكد أن تولد عملية الاندماج بين الشركات عدة نقاط اختلاف، وفي هذا الصدد أضاف الدكتور ايوانو: "تستوجب بعض نقاط الاختلاف الحساسة لمرحلة ما بعد الاندماج  لهاتين الشركتين – “مبادلة” و”آيبيك” – اهتماماً خاصاً مثل: آفاق الاستثمار ومعايير الاستثمار وحوافز المدراء والموظفين. وتشمل الأسئلة الهامة التي ينبغي معالجتها ما يلي: إلى أي مدى تماشت الآفاق الاستثمارية للشركتين، على اعتبار أن كلاً منهما يتبنى أسلوب التركيز على توليد قيمة طويلة الأجل؛ وإلى أي مدى تقوم الشركتين بدمج مقاييس المسؤولية الاجتماعية للشركات ذات الصلة (مثل القضايا البيئية أو الآثار المجتمعية) ضمن عملية استثماراتهما؟".


 


وإن مدى تحفيز الشركتين لإمكانياتهما القيادية وكوادر التعامل بهدف تكامل ودمج قضايا المسؤولية الاجتماعية للشركات ذات الصلة، على سبيل المثال: الآثار الاجتماعية والاقتصادية ضمن عملية التقصي اللازمة، سيكون أيضاً من الاعتبارات الهامة.


 


وختاماً قال الدكتور ايوانو: "تطرح عملية الاندماج هذه تساؤلات مهمة حول منهجيات الاستثمار للشركتين والتكامل المعني لاعتبارات المسؤولية الاجتماعية للشركات في كل منها. ومع وجود تحديات مرحلة ما بعد الاندماج النموذجية، تحتاج مثل هذه الأسئلة إلى أن تتم معالجتها مباشرةً لضمان نجاح التنفيذ في مرحلة ما بعد الاندماج وبالتالي رفع مستوى الأداء المؤسسي لاحقاً".


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي