وافقت مجموعة نيكي الإعلامية اليابانية على شراء صحيفة فاينانشيال تايمز من بيرسون البريطانية مقابل 1.3 مليار دولار لتنضم بذلك واحدة من كبرى الصحف الاقتصادية العالمية إلى شركة يابانية مؤثرة في الداخل لكنها ليست معروفة على نطاق واسع خارج اليابان.
وتشكل الصفقة التي فازت بها نيكي بعدما تغلبت على منافستها الألمانية اكسيل سترينجر أكبر استحواذ تقوم به مؤسسة إعلامية يابانية وتعد إنجازا بارزا لشركة مملوكة لموظفيها منحت اسمها لمؤشر سوق الأسهم اليابانية.
وتعتبر "فاينانشيال تايمز" من الصحف العريقة في بريطانيا، مما ينذر بوجود أزمة في قطاع الصحافة الورقية، ولعل ذلك يذكر بما حدث لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
أعلنت مجموعة «بيرسون» البريطانية للنشر بيع صحيفة «فاينانشيال تايمز» إلى شركة الإعلام الرقمي اليابانية «نيكاي» في مقابل 844 مليون جنيه إسترليني، وذلك بعد أن ظلت المالكة للصحيفة الاقتصادية نحو 60 عاماً.
وقالت المجموعة إن «عملية البيع لا تشمل حصة بيرسون في ايكونوميست (50 في المئة) وأيضاً مكتب المجموعة في لندن»، بحسب ما ذكرت «بي بي سي» على موقها الإلكتروني.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«بيرسون» جون فالون: «لقد وصلنا إلى نقطة انعطاف في وسائل الإعلام، مدفوعة بالنمو الهائل في مواقع التواصل الاجتماعي»، متابعاً أنه «في هذه البيئة الجديدة، فإن أفضل طريقة لضمان نجاح فاينانشيال تايمز الصحفي والتجاري هي أن تكون جزءاً من شركة أخبار رقمية عالمية».
وتوقع محللون ومستثمرون منذ فترة طويلة أن تبيع «بيرسون» التي تأسست قبل 171 عاماً «فاينانشيال تايمز» في مرحلة ما، بعد أن غيرت استراتيجيتها لتركز على التعليم.
يذكر ان أنباء بيع صحيفة «فاينانشيال تايمز» دفعت أسهم المجموعة البريطانية إلى الارتفاع بأكثر من 2 في المئة.
واشنطن بوست
للغرض ذاته تقريبا باع أصحاب "واشنطن بوست" الصحيفة، حتى تواكب الانترنت، وفقا لتصريحات أذيعت في حينها عام 2013.
تحدث ملاك "واشنطن بوست" بصراحة عندما حددوا مكمن أزمة الصحف الورقية، يقول: "إن الأزمة المالي التي اجتاحت الصحيفة" إضافة إلى الانترنت، والتغير الذي وصفه بالتاريخي من الطباعة إلى التكنولوجيا الرقمية".
وقال دونالد جراهام الرئيس التنفيذي لشركة "واشنطن بوست" المالكة للصحفية في مقابلة مع صحيفته الرائدة: "كان من الممكن أن تستمر واشنطن بوست في ظل ملكية الشركة وتحافظ على ربحيتها في المستقبل المنظور. ولكننا أردنا أن نتجاوز مرحلة الاستمرار."
وأضاف: "لا أقول أن هذا يضمن النجاح ، لكنه يعطينا فرصة أكبر بكثير لتحقيق النجاح."
ويعتزم جيفري بيزوس ، مؤسس وقع "أمازون دوت كوم" أكبر موقع للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت ، شركة "واشنطن بوست" إحدى الشركات الرائدة في صناعة الصحف الأمريكية التي تتداعى في عصر الإنترنت.
وقالت الصحيفة إن وحدتها الخاصة بالنسخة المطبوعة "سجلت تراجعا بنسبة 44 بالمئة في إيرادات التشغيل على مدار الأعوام الستة المنصرمة".
|