تتزعم قطر 20 دولة في العالم من حيث كمية إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد، بمعدل 53.5 طنا للفرد، وتليها الإمارات العربية المتحدة والبحرين وبروناي والكويت والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وكازاخستان.
وتتفوق فنزويلا الغارقة في النفط علي الصين ذاتها الآن كمصدر لإنبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد، حيث تتحمل فنزويلا مسؤولية 0.56 % من إجمالي إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بقدر 1.695 مليون طنا، لكن هذا الرقم يعادل إنبعاثات الفرد الواحد بمعدل 6 أطنان.
فيما صدرت عن الصين كمية من الإنبعاثات قدرها 7.032 طنا من أكسيد الكربون، ما يعادل 23 % من المجموع العالمي، وتعادل هذه الكمية إنبعاثات بقدر 3.5 طن للفرد الواحد، وفقا لبيانات عام 2008 الصادرة عن مركز معلومات تحليل ثاني أكسيد الكربون التابع لوزارة الطاقة الأمريكية.
من جهته قال المهندس خوان كارلوس سانشيز، عضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيير المناخي، إن قطاع الطاقة مسؤول عن 95 % من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون في فنزويلا.
وشرح تقرير لوكالة "IPS"أن نسبة 35 % من هذه الإنبعاثات تصدر عن قطاع النقل، و 48 % عن الصناعة النفطية ومحطات توليد الكهرباء، و 17 % عن بقية الأنشطة الصناعية.
ولفت هذا الخبير الدولي الإنتباه إلي الاستهلاك المسرف من الوقود في فنزويلا، وهو الذي يعتبر الارخص في العالم بسعر مجرد 2 دولارًا للتر الواحد، ما لا يغطي ولا حتي تكلفة الإنتاج، "وهذا يقضي في المهد علي أي خطة للادخار أو لتعزيز كفاءة إستخدام مصدر الطاقة هذا".
أما خبير الغابات خوليو سيزار سنتينو، أستاذ الدراسات العليا في جامعة جبال الانديز، فقد أوضح أنه بالإضافة إلي معدل الإستهلاك المرتفع، تأتي قضية إزالة الغابات لتحرم البيئة من القدرة علي إمتصاص ثاني أكسيد الكربون.
كما أوضح أن عملية إزالة الغابات في فنزويلا تجري بمعدل 240.000 هكتار في السنة، وأنه علي الرغم من أن الغابات تغطي نصف مساحة البلاد، إلا أنها تتدهور بمعدل 0.6 % سنويا.
وتجمع فنزويلا بين أنشطة إستخراج النفط وبين أسطول شره من السيارات، إضافة إلي محطات توليد الكهرباء نظرا لعدم كفاية الطاقة الكهرومائية المنتجة.
فقد أفاد سنتيو أن هناك 5 ملايين السيارات في شوارع فنزويلا وطرقها، تستهلك حوالي 300 ألف برميل (159 لترا لكل برميل) من البنزين يوميا.
وشرح أن ما يزيد الوضع خطورة هو أن "أداء اللتر الواحد من البنزين هو 10 كيلومترات أو أقل، مما يبعث إلى الغلاف الجوي 250 جراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، مقابل 140 جراما في أوروبا على سبيل المثال، علما بأن الإتحاد الأوروبي يعتزم خفض هذه الكمية إلى 95 غراما بحلول عام 2020".
هذا وقد يشعر الشعب الفنزويلي ببعض العزاء إذا ما قارن إنبعاثاته من ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد بتلك التي تصدر عن جيرانه في دول منطقة البحري الكاريبي، ناهيك عن البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
في هذا "النادي"، تعرف فنزويلا بإفتقارها لسياسات وتدابير لعكس أو معادلة الإنبعاثات، وذلك علي الرغم من خطابها البيئي الرنان في المحافل الدولية"، حسبما حذر الخبير الدولي سانشيز، مذكرا بأنها هي العضو الوحيد في منظمة "أوبك" الذي صادق على بروتوكول كيوتو بشأن التغيير المناخي.