شهدت الأسواق الخليجية أجواءً أفضل خلال تعاملات اليوم الاثنين، فعلى الرغم من أن بورصات المنطقة العربية واصلت تراجعها، فإن التراجعات كانت أقل حدة من تلك التى شهدتها أمس.
فقد سجلت بورصات الخليج تراجعات ملحوظة أمس، بعد ما أثار قرار وكالة ستاندرد آند بورز "S&P" للتصنيف الائتمانى بشأن تخفيض الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة قلقًا كبيرًا فى بورصات الخليج، لا سيما أن اقتصادات تلك الدول مقومة بالدولار ولا يريدون فك هذا الارتباط، وخيم جو من التشاؤم على المستثمرين الذين توقعوا أن يؤدى تراجع التصنيف الائتمانى الأمريكى وأزمة الديون فى أوروبا إلى ركود عالمى جديد.
ووجهت "S&P" ضربة غير متوقعة للاقتصاد الأمريكى أمس الأول، بعد أن خفضت الوكالةُ التصنيفَ الائتمانى الرفيع (AAA) الذى تمنحه الولايات المتحدة، بدرجة واحدة، لتضع أكبر اقتصاد فى العالم على درجة "AA+"، بسبب مخاوف بشأن العجز فى الميزانية الحكومية وارتفاع أعباء الديون، بعد أن وصل حجم الدين الأمريكى إلى 14 ألف مليار دولار، أى بما يعادل 100% إلى إجمالى الناتج المحلي.
وسيطرت حالة من التفاؤل المشوب بالحذر على أسواق المال الخليجية، حيث تراجعت بورصات دول مجلس التعاون ولكن بنسب أقل، ما عكس حالة من الهدوء بدأت تخيم على التداولات، فى انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من إجراءات أمريكية لاحتواء الأزمة أو خطوات أوروبية لتفادى انتشار عدوى الديون بين دول القارة العجوز.
تصدرت بورصة مسقط مشهد التراجع الذى لحق بالأسواق، بعد أن تكبدت أكبر الخسائر بين البورصات المنخفضة، وتبعتها بورصات قطر ودبى والكويت والبحرين، فيما خالفت بورصة أبوظبى هذا الاتجاه وأنهت تعاملاتها على ارتفاع بنسبة 0.37%.
وتراجعت أسهم الشركات فى البورصة العُمانية لليوم الثانى على التوالي، مدفوعة بتراجع معدلات ثقة المستثمرين إزاء الوضع الائتمانى فى الولايات المتحدة، وأدى التقييم الجيد للأسهم فى الحد من الضغوط البيعية، حيث هوى سهم "بنك مسقط" بنسبة 0.9%، وتراجع سهم "النهضة للخدمات" بنحو 0.8%، ليتراجع المؤشر الرئيسى بنسبة 0.82% مسجلًا 5604.93 وهو أدنى مستوى له منذ عامين.
وكانت بورصة قطر -ثالث أكبر بورصة خليجية من حيث القيمة السوقية- فى المركز الثانى من حيث التراجع، حيث انخفض المؤشر الرئيسى بنحو 0.76% مستقرًا عند 8215.06 نقطة، تلتها بورصة دبي، التى انخفض مؤشرها الرئيسى بنحو 0.76% مسجلًا 1473.07 نقطة، وهو أدنى مستوى له فى 20 أسبوعًا، بعد أن حققت مكاسب فى التعاملات الصباحية.
أما بورصة الكويت-ثانى أكبر بورصة خليجية- فلم تكن أفضل حالًا، حيث تراجع مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.20%، وكذا كان الحال بالنسبة لبورصة البحرين -أصغر بورصات الخليج من حيث القيمة السوقية- حيث كانت هى البورصة الأقل تكبدًا للخسائر.
ودفعت حالة عدم اليقين المستثمرين إلى التوجه نحو المعادن الثمينة وبخاصة الذهب ليرتفع سعر الأوقية إلى عتبة جديدة عند 1714 دولارًا للأوقية، حيث يرى المحللون أن وضع الاقتصاد الأمريكى مبهم وغامض، وأن هناك حالة من عدم الاستقرار على الصعيدين السياسى والاقتصادى فى الولايات المتحدة الأمريكية.
