اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء
الصين تخطط لرفع صادراتها من الحديد الي 103 ملايين طن العام الحالي بما يهدد الصناعات العربية
اكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ان الازمة التي تشهدها مصر وتحديدا شرم الشيخ علي خلفية حادث الطائرة الروسية هي ازمة مصطنعة مؤكدا ان مدينة السلام قادرة علي تجاوز تداعياتها كما تجاوزت من قبل العديد من الازمات.
وقال انه علي ثقة من تعافي المدينة ومصر بفضل مساندة اشقائها من الدول العربية والدول الصديقة ايضا التي قدمت الكثير لدعم مصر في وجه كل ازماتها ومشكلاتها.
جاء ذلك خلال افتتاحه امس لمؤتمر قمة الصلب العربي والتي ينظمها الاتحاد العربي للحديد والصلب تحت رعاية وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل وبمشاركة وفود من 20 دولة عربية واجنبية يمثلون كبري شركات انتاج الحديد والصلب.
واكد محافظ جنوب سيناء ترحيب المحافظة بالاستثمارات العربية الجادة والتي يمكنها الاستفادة من العديد من الفرص الاستثمارية التي تمتلكها جنوب سيناء سواء في الثروات التعدينية الضخمة التي تزخر بها مثل المنجنيز والحجر الجيري وغيرها من خامات تعدينية تدخل في العديد من الصناعات مثل الحديد او منطقة الصناعات الثقيلة بابو زنيمه والتي ندرس مع الجانب الكويتي اقامة مجمع ضخم لانتاج الحديد والصلب بها.
وقال ان الحديد والصلب من الصناعات الاستراتيجية نظرا لارتباطها بالعديد من الصناعات الهندسية والمغذية وبقطاعات البناء والتشييد والبنية التحتية والبترول والغاز وهي قاطرة النمو لاي اقتصاد ولذا فان حماية هذه الصناعة الاستراتيجية حماية للاقتصاد القومي.
من جانبه اكد ابراهيم السجيني رئيس جهاز مكافحة الدعم والاغراق التابع لوزارة التجارة والصناعة ، ان اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تكفل العديد من الآليات لحماية الصناعة الوطنية من اية ممارسات ضارة بالمنافسة حيث تم الربط بين تحرير التجارة وحظر اية ممارسات تجارية ضارة وهو ما يتم مواجهته من خلال اتفاقيات مكافحة الاغراق والدعم والتدابير التعويضية والزيادة الكبيرة في الواردات.
وقال ان صناعة الصلب العربية من الصناعات الاستراتيجية التي تحتاج لمزيد من الاهتمام فيما يتعلق بحمايتها من الاثار الناجمة عن الممارسات الضارة في التجارة العالمية مقترحا انشاء وحدة داخل الاتحاد العربي للحديد والصلب تختص بمساعدة الشركات المنتجة للحديد والصلب في تقديم شكاوي ضد هذه الممارسات، لافتا الي ان جهاز مكافحة الدعم والاغراق بمصر علي استعداد لتقديم المعونة الفنية والقانونية لهذه الوحدة.
واشار الي ان ما نشهده حاليا من ممارسات غير عادلة من بعض المنتجين الاجانب خاصة من الصين قد تؤدي الي الحاق الضرر بالصناعة العربية مما قد يؤدي الي توقف بعض وحداتها عن الانتاج وتخفيض الطاقة الانتاجية للبعض الاخر وهو ما يتطلب العمل علي توفير كامل الحماية لها بما يحقق المنافسة العادلة وحماية الاستثمارات القائمة وجلب المزيد من الاستثمارات وبالتالي المزيد من فرص العمل والتشغيل وترشيد الاستيراد مما يخفض الطلب علي العملة الاجنبية وتشجيع اقامة صناعات جديدة.
واكد ان الحكومة المصرية ممثلة في جهاز مكافحة الدعم والاغراق ساهمت وبشكل ملموس في حماية صناعة الحديد والصلب خلال العشرون عاما الماضية من خلال حمايتها من الممارسات الضارة من منتجي عدة دول من بينها اوكرانيا ورومانيا ولاتفيا وروسيا وكازاخستان وتركيا.
وحول المخاطر التي تتعرض لها صناعات الصلب العربية اكد محمد الاشقر الامين العام للاتحاد العربي انه منذ اواخر عام 2008 ومع ظهور الازمة المالية العالمية وصناعة الصلب العربية تعاني من عدة مشكلات تمثلت في انخفاض الطلب علي منتجاتها مع انخفاض الاسعار بصورة كبيرة بجانب الزيادة الكبيرة في انتاج الصين التي يرجح ان تصل صادراتها من الحديد عالميا الي نحو 103 ملايين طن العام الحالي بعد ان كانت لا تتجاوز 55 مليونا من عامين فقط وهذه الارقام مرشحة للزيادة.
وقال انه رغم ان الصين توجه نحو 5% فقط من صادراتها للمنطقة العربية اي نحو 5 ملايين طن حديد الا ان هذه النسبة تبلغ نحو 10% من حجم الاستهلاك العربي كما ان النسبة اخذة في الارتفاع بسبب تعمد الصين تقديم دعم لمنتجيها تمكنهم من تخفيض الاسعار لمستويات متدنية وتقل كثيرا عن التكلفة الحقيقية وبجودة متدنية للغاية مما يهدد الصناعات العربية التي جمدت بالفعل خطط ضخ استثمارات جديدة تزيد علي الـ 7 مليارات دولار بسبب تلك الممارسات.
واشار الي ان هذه الممارسات الضارة بالصناعة لها انعكاسات اجتماعية جد خطيرة تتمثل في معدلات البطالة المتزايدة التي تواجهها المنطقة حيث ان كل وظيفة بصناعة الحديد تخلق بجانبها 11 وظيفة اضافية في الصناعات المصاحبة.
واكد ان عام 2016 سيكون نقطة تحول سلبي في مسار صناعة الحديد اذا لم تتدارك الجهات المسئولة بالحكومات العربية وتسارع في النظر في الالتماسات المقدمة من شركات الصلب العربية لفرض رسوم حمائية علي منتجات الصلب المستوردة والمدعومة حكوميا وغير المطابقة للمواصفات والرخيصة الثمن التي تتزايد في ظل غياب لقواعد التجارة العادلة.
من جانبه كشف جورج متي ممثل شركة حديد عز الراعي الرئيسي للمؤتمر عن تاثير سلبي اخر تعاني منه الصناعة العربية يتمثل في الانخفاض المستمر لاسعار البترول عالميا ما ادي لتراجع ايرادات الدول العربية المنتجة للبترول بجانب تراجع معدلات نموها وانعكاس ذلك علي خطط التنمية العربية وكذلك انكماش حجم الطلب في اسواق التصدير وهو ما يتطلب ايجاد آليات للتعاون وتبادل الخبرات بين منتجي الصلب العرب والاستفادة من تجارب البعض في زيادة كفاءة الصناعة ورفع تنافسيتها.